قدمت فرقة “Médina’Art” بالجديدة بشراكة مع وزارة الثقافة آخر أعمالها الفنية “صندوق الفراجة” من تأليف و اخراج الفنان بوشعيب السماك، و الذي يدخل ضمن عروض مسرح الشارع، وهو عرض فني فرجوي يجمع بين مجالات فنية مختلفة في قالب إستعراضي غني بالفرجة، يضم فنانين من خلفيات فنية متنوعة. هذا العرض يستمد أصالته و مقوماته الفنية من تراث فني شعبي مغربي عريق وهو “صندوق العجب”، بتصور فني جديد نطمح من خلاله إلى تقريب الفرجة إلى فئة واسعة من الجمهور المغربي، و كذا إلى تعزيز مقومات الهوية الوطنية من خلال بث الروح في هذا الموروث الفني اللامادي القديم و إعادة الإشتغال عليه كأرضية فنية لعرض “صندوق الفراجة” بأسلوب و صيغة فنية جديدة تتماشى وخصوصيات العصر الحالي و كذا خصوصية جمهور الان.
فصندوق العجب، إختلفت وتنوعت تسمياته بإختلاف و تنوع المناطق المغربية التي كان يوجد بها، فقد كان يسمى صندوق النوادر، صندوق الحكايات، صندوق الدنيا، صندوق الفرجة… ، وهو نوع من أنواع العروض الفرجوية الشعبية التي كانت حاضرة بقوة في التراث المغربي خاصة بالقرى و البوادي و وسط ساحات الأسواق الأسبوعية المغربية.
ففي عرض “صندوق الفراجة” تم إستدعاء فرجات تراثية قديمة ك”المشاوشة” و “القعدة” و “فرجة اولاد حماد او موسى” و “التبوريدة” و إعادة الإشتغال عليها، ليتحول الحكي في العرض الذي كان يميز “صندوق العجب” إلى فعل وهذا الفعل يتغير و يتنوع طيلة العرض، فتارة تجده رقصا و موسيقى و تارة أخرى تجده غناء و تمثيلا و تارة أخرى تجده حركات إستعراضية، سعيا منا في تشكيل قالب فني غني بالفرجة يكون قادرا على إبهار الجمهور و مسايرا لإيقاع و خصوصية الفضاءات المفتوحة التي يعرض فيها “صندوق الفراجة”.
و للوصول إلى تحقيق هذه الفرجة تكون الفريق الفني للعرض من أسماء فنية لها بصمتها الخاصة داخل المجال الفني بالمغرب كل حسب تخصصه، إذ قام بتأليف و إخراج العرض الفنان بوشعيب السماك، في ما كان في تشخيص أحداثه كل من الممثلة هاجر الشركي و الممثل زهير أيت بنجدي و كذا فناني السيرك بدر الدين هوطار (سنوبي) و سعيد محسن، أما ملابس العرض كانت من تصميم هدى زبيد، و صناعة الماريونيت من إنجاز عبد الحميد أيت عبو علي، و في الإدار و التواصل سعيد مفتاح، و في المحافظة العامة مصطفى رضوان و عبد الكريم مسلم.
التعليقات مغلقة.