مونديال 2018، هم لهم الحصاد والعرب يكفيهم شرف المشاركة، إلى متى؟؟؟؟؟؟
انتهى مونديال 2018 ورفع الستار وكسب المنتخب الفرنسي اللقب العالمي، و حصد بعض اللاعبين عدت جوائز و أخرين وضعوا بصماتهم في التاريخ العالمي، و نالت روسيا مكاسب شتى و في ميادين متعددة كالاقتصاديـــــــة و السياسية و غيرها، فإذا قلت أن الرياضة كانت تشاهد في عز النهار، فكانت هناك الطاولات السياسيـــــــــــــــة و الدبلوماسية تشتغل بالليل و في الخفاء، و حتى أحيانا في العلــــن و ظاهر للعيان، و هذا أكيد لا ينطبق على أممنا العربية التي لم تحصد و لله الحمد سوى مقولتها الشهيرة منذ أزيد من ستة عشرة قرن قد خلت، “الحمد لله شاركنا و لم نوفق و نلنا شرف المشاركة”، فإلى متى سنستند دوما إلى هذه المقولة؟ ومتى سنقول لم نوفق في حصد اللقب وما يجاور اللقب؟ هذا واقع حال لدى الدول العربية، فما هو السبيل لتغيير؟
أكيد لن أعطي المثال بالبلد المنظم روسيا لأنه أكيد جنى ومزال سيجني ثمار المشاركة وتنظيم الحدث القاري سواء سياسيا وهذا واضح من خلال اللقاءات التي عقدت بين دبلوماسيين على هامش المونديال، أو حتى الاقتصادي بنمو قد يفوق 5% أو التعريف بروسيا كوجهة سياحية، بل سأنتقل إلى من حاز على اللقب و الذي صرح من خلال وزير اقتصاده برونو لومير أن فوزنا بلقب 1998 منحنا % 6 كارتفاع في الناتج الخام و نسبة نمو تقدر ب 0.3 في المئة في حين أننا بحصولنا على الكأس العالمية لسنة 2018 فنسبة الناتج الخام ستنمو بنسبة 0.2 في المئة و هي قابلة للارتفاع، بالإضافة إلى كرواتيا التي هي الأخرى عرفت نمو على حسب تصريحات مسؤوليها و قس على ذلك جل الدول رغم عدم وجود تصريحات رسمية، دون إهمال ما ناله رؤساء بعض الدول من شعبية سياسية إضافية و مكانة دبلوماسية من العالم و احترام كبير يخول لهم ربط علاقات ذات مصالح متباينة مع بعضها البعض.
فقط هي أمثلة بسيطة منحتها لنعرف ما أصبحت تلعب الرياضة الشعبية الأولى في العالم، لكن وبالرجوع إلى السؤال هل دوما سنظل نستند إلى مقولتنا الشهيرة “الحمد لله شاركنا ويكفينا شرف المشاركة”؟؟ أو بلغة أصح لماذا نحن نحفظ هذه الجملة عن ظهر قلب و دوما تكون هي أول ما يقال بعد الفشل، من وجهة نظري الخاصة فالأمر يقتصر على سببين إثنين لا ثالث لهما و بالتالي يجب تحديدهما و إيجاد حل جذري لهما، و أول هذين الأمرين هو الفكرة والموروث المتجذر و السابق للأمم العربية، وهذا راجع لعدت أسباب و التي نذكر منها بالأساس راجع لنزعة التبعية للمستعمر و الإحساس الدائم بالدونية بالمقارنة معه وأنهم هم الافضل، وأيضا من الأسباب التي قد تكون سببا ولو بطريقة غير مباشرة هو الترسيخ الدائم للمسيرين العرب لشعوبها أن هناك محدودية في الكفاءة و القدرات لدينا و هذا راجع للبحث عن الربح و الاستغناء و المصلحة الذاتية، أما الأمر الثاني هو تكريس فكر الطبقية و العدائية الدائم بين مكونات المنتخب الواحد وكل فرد يريد أن يكون هو المهم و المهيمن بالإضافة إلى عامل الإرضاء الممنهج و المتبع من طرف من يسهرون على استقطاب اللاعبين إلى هذه المنتخبات.
إننا اليوم لم نعد بحاجة إلى قطاعات تستنزف ميزانيات هائلة دون مردود أو إنتاجية تذكر وبالتالي فهناك حلين اثنين الأول هو التخلي على أي قطاع من شأنه استنزاف الميزانية والطاقات بشتى أنواعها، أو إيجاد حلول جذرية للعمل بها ومحاسبة كل من لم يطبق هذه الحلول أو تهاون في تنفيذها أو تنفيذ مهامه.
الكاتب: عبد الاله رشقي
التعليقات مغلقة.