جديد “عريباند” يخلق حربا شرسة بين المؤيد والمعارض لما ناقشته الكلمات الموسيقية
آش واقع تيفي _ عبدالرزاق زرهوني _محمد الحاجي
في ضل جميع ما يتداول في شبكات التواصل الاجتماعي ، و بعيدا على الحالة الصحية للعالم و مرض كورونا المستجد ،يتوارا وراء الستار اخر انتاجات مجموعة عريباند المغربية ، منتوج موسيقي جديد مغنى على طابع يمزج بين السوسي الجاز و الروك تتمخض عنه الحان سوسية بمواصفات عالمية تتراقص على اوتار الحان الشعبي المغربي و طقطقات رقة البندير الاطلسي ،كل يتناغم مع قافية تفضح فيروسا قديم ماهو الا بطقوس و معتقدات تعكس واقع شريحة كبيرة من المجتمع المغربي تأمن بكرامات الاولياء الصالحين وتتقرب الى جتامينهم بالذبائح و القرابين ،طقوس بصمت الجهل و مناجات للقبور و الاولياء ،كلمات تحاور فيها الفرقة المجتمع و تدعوه لزيارة ضريح والي سيدي يحي زيارة لا للتضرع و طلب الاعانة من جثمات والي قد اصبح من التراب من مآت السينين ،بل للتدبر في المكان و معاينة لما يروج من تضحيات و مناسك و طقوس شعودة غريبة ،اسقاط لما يروج بالاضرحة بجميع تراب البلاد العربية عامة و المملكة المغربية خاصة ، اغنية رغم بساطة كلماتها العامية تحيلنا على طرح أنثروبولوجي كتبه عالم فينلاندي يدعى إرفرد فيستمارك على المغرب في بداية القرن 20، كتاب تحت عنوات معتقدات وطقوس المغرب؛ اين نرى الكاتب يلاحظ أن التدين الشعبي المغربي والمهيمن على المعتقدات، يتحول لاعتقاد سحري. بل أن هذا الاعتقاد السحري يرقيه لمستوى الدين ليشكل علاقة ثنائية: بين الفرد والفرد وبين الفرد والله، وكلمات الاغنية تشرح بشكل مستفيض هذا الطرح ، من الواضح ان مثل هذه المواضيع تندرج بخانة الطابوهات ،ومن الطبيعي ان تلقى بعض الانتقادات اللاذعة لكن الغريب في الامر هو الكم الهائل من الاحكام السلبية التي تطارد العمل رغم جماله الفني و تقنية الفيديو كليب المبتكرة ،انتقادات اذا حاولة فقط تحليلها ترى من الوهلة الاولى ان المنتقدين من المستحيل ان يكونوا قد سمعو الاغنية او تاملو بكلامها البسيط ، رغم ان العديد من اغاني الراي الشهيرة تغنت بوضوح مناجات الاولياء كعبد القادر يا بوعلام او الثراث الغناوي الذي يتغنى ببركات عيشة و مول القبة الخضراء، عمل فني استطاع ان يبصم في ثناياه ان الفرقة العريباندية فتحت جرحا رغم ايلامه لجسد المجتمع فهو مسكوت عنه و متعايش معه .فلا الرؤية الفلسفية للجمل الشعرية و لا المزج الموسيقي المهم و الفريد قد اشعل شمعة تنير و لو لاربعة دقائق ضلام جهل المتلقي وكسرت اغلال تشبثه بالضلامية ،و هذا ما يأكد ان الطوندونس المغربي طوندونس تعكس واقع اغلبية الشعب و غياب المثقفين الباحثين على الحقيقة و ليس لقمة للعيش يجعلم بعيدين من الانخراط في حياكة واقع ثقافي جديد، يمكنه تعبيد الطريق لواقع افضل بعد الكورونا.
التعليقات مغلقة.