آش واقع
يشكل الاحتفال بشهر “أكتوبر الوردي” المرتبط بالتعبئة والتوعية بسرطاني الثدي وعنق الرحم، مناسبة لتحسيس الساكنة عموما والنساء خصوصا بأهمية الوقاية والكشف المبكر لهذين النوعين من السرطان اللذين يحتلان المرتبة الأولى بين السرطانات المسجلة لدى النساء بالمغرب، حيث يأتي سرطان الثدي في الرتبة الأولى بنسبة 38.1 في المائة من مجموع سرطانات الإناث، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 8.1 في المائة.
في هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، تجيب الدكتورة وفاء علام، الاختصاصية في تشخيص وعلاج الأورام وأمراض السرطان والمختصة في التغذية، عن ثلاثة أسئلة حول مدى أهمية التشخيص المبكر لسرطاني الثدي والرحم في زيادة فرص العلاج، وكذا مراحل الإصابة بهذين النوعين من السرطان ونسبة العلاج منهما، فضلا عن أهمية التغذية السليمة في الوقاية من الإصابة بالسرطان.
1 – ما مدى أهمية التشخيص المبكر لسرطاني الثدي والرحم في زيادة فرص العلاج ؟ وما هي فئات النساء المعنية بالتشخيص الدوري ؟
التشخيص المبكر هو الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من اكتشاف سرطاني الثدي وعنق الرحم في مرحلة مبكرة. فبالنسبة لسرطان الثدي الذي يصيب امرأة واحدة من كل 9 نساء، يمكن علاج 90 في المائة من الحالات المصابة إذا تم اكتشاف الورم في مراحل مبكرة.
ويتم الكشف المبكر عن سرطان الثدي، أولا، عبر الفحص الذاتي للثدي (Autopalpation)، أي أنه يتعين على كل امرأة أن تقوم مرة في الأسبوع بفحص أمام المرآة تتفقد فيه المظهر العام للثديين وتقوم بملاحظة وجود تغيرات في لون أو ملمس بشرتهما، أو وجود تورمات في المنطقة السفلى من الإبط.
ثانيا، يتعين على النساء ابتداء من 45 سنة زيارة طبيب عام أو اختصاصي في السرطان أو طبيب النساء للقيام بفحص طبي مرة واحدة في السنة. أما الوسيلة الثالثة التي تتيح الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فهي التصوير الإشعاعي للثدي (الماموغرافي) الذي يتم القيام به مرة كل سنتين ابتداء من 45 سنة. وبالنسبة للتشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم، فهو يهم جميع الفتيات ابتداء من أول علاقة جنسية، حيث يتمثل في القيام بمسحة عنق الرحم (Frottis) مرة كل ثلاث سنوات.
2 – ما هي مراحل الإصابة بسرطاني الثدي وعنق الرحم، وما هي نسبة العلاج في كل مرحلة ؟
ت قاس مراحل سرطان الثدي بمدى انتشاره عند تشخيص الإصابة. ويعد تحديد درجة السرطان مهما للغاية في تحديد خيار العلاج. ويتم تقسيم المراحل اعتمادا على حجم الورم ومكان انتشاره ومدى تأثر الغدد اللمفاوية. في المرحلة الأولى من الإصابة التي يقتصر فيها السرطان على منطقة الثدي وليس خارجها، تعادل نسبة العلاج 95 بالمائة، في حين تبلغ حظوظ الشفاء في المرحلة الثانية التي يمتد فيها السرطان إلى خارج الثدي، حوالي 75 في المائة. أما خلال المرحلة الثالثة التي تعرف خروج السرطان من الثدي إلى منطقة تحت الإبط، فإن حظوظ الشفاء تبلغ 55 في المائة، بينما تقل نسبة الشفاء عن 20 في المائة في المرحلة الرابعة التي تصاب خلالها أعضاء أخرى بالجسم كالعظام والرئتين والكبد.
وبالنسبة لسرطان عنق الرحم، نميز فيه أيضا بين أربع مراحل، تتناسب مع مدى انتشار الورم سواء على مستوى عنق الرحم أو الرحم أو الغدد اللمفاوية أو بباقي أعضاء الجسم. وبالنسبة لسرطان عنق الرحم تكون حظوظ العلاج على مدى خمس سنوات أقل من سرطان الثدي، خاصة خلال المراحل المتطورة من المرض التي تكون مستعصية العلاج.
وعموما، تتغير نسبة العلاج حسب مراحل المرض، لأنه كلما كان التشخيص مبكرا يكون العلاج سهلا وحظوظ الشفاء تكون كبيرة.
3 – باعتباركم أخصائية في التغذية أيضا، هل للنظام الغذائي دور في الوقاية من الإصابة بالسرطان أو على الأقل المساهمة في علاجه ؟
معلوم أن 90 في المائة من أسباب السرطانات تتعلق بمحيط المريض، و10 في المائة فقط ترتبط بوجود خلل جيني، أي أنه بإمكاننا التحكم في العوامل الم سرطنة بنسبة 90 في المائة من خلال الالتزام بالتغذية السليمة ومحاربة السمنة وممارسة الحركة البدنية، وهي النتائج التي خلصت إليها العديد من الدراسات العلمية. وأؤكد في هذا الصدد، على أن هناك مجموعة من الأطعمة المصنفة في خانة الممنوعات لأنه ثبت علميا أنها تزيد من خطر الإصابة بأي نوع من أنواع السرطانات، وخصوصا سرطان الجهاز الهضمي. ويتعلق الأمر على الخصوص بالأطعمة المشبعة بالدهون واللحوم المصنعة والمعلبات. كما أن هناك دراسات علمية أخرى قيد الإنجاز تبحث علاقة أطعمة أخرى بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان . ومن الضروري التأكيد هنا على أنه بالنسبة للأشخاص الذين تعافوا تماما من مرض السرطان، فإن هناك خطورة أكبر لإصابتهم بالمرض من جديد في حالة عدم الالتزام بالتغذية المتوازنة والمتنوعة، وعدم ممارسة نشاط بدني منتظم (على الأقل 30 دقيقة من المشي السريع يوميا)
التعليقات مغلقة.