مهرجان اللوز بتافراوت.. حين يزهر التراث وتتكلم الجبال

أش واقع / تافراوت

وسط أهازيج أحواش وزغاريد النسوة، وفي حضن جبال الأطلس الصغير، انطلقت فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان اللوز بتافراوت، في مشهد احتفالي نابض بأصالة الموروث الأمازيغي. ليس مجرد مهرجان موسمي، بل طقس جماعي يعيد للذاكرة طقوس “إدرنان” العريقة، ويُجسد روح التضامن والتواصل بين القبائل، كما يفتح أبواب النقاش حول قضايا التنمية المحلية.

إدرنان.. طقس حي ينبض في شرايين سوس

“إدرنان” ليس فقط تقليدًا عابراً، بل ذاكرة حية تختزل عمق الانتماء والتلاحم بين ساكنة سوس. مع حلول موسم اللوز، تتجدد طقوس هذا التقليد في أجواء مفعمة بالتآزر، حيث تُبادل القبائل الزيارات، وتُحضّر أطباق لا تُطهى إلا في هذا الموسم، وتُقام عروض فنية تنهل من عمق التراث المحلي: من رقصات أحواش، إلى الحكايات الشعبية، وزغاريد النساء التي تُحيي الذاكرة الجماعية.

تافراوت تتزين بالفن واللوز والتنمية

في افتتاح المهرجان، تحولت ساحة محمد السادس إلى فضاء ينبض بالحياة، حيث تألقت فرق محلية مثل “أحواش إمجاض” و”بنات أمانوز” و”قصر آسا”، في تقديم عروض موسيقية مستوحاة من روح الأرض الأمازيغية، حيث تماهت الإيقاعات مع أهازيج الجمهور، لتصنع لحظة استثنائية توحّد بين الماضي والحاضر.

رئيس المجلس الجماعي لتافراوت أكد في تصريح له:

“مهرجان اللوز لم يعد مجرد مناسبة احتفالية، بل محطة تنموية بامتياز تضع تافراوت على خارطة السياحة والثقافة وطنياً ودولياً.”

المهرجان كقاطرة للتنمية والتمكين الاقتصادي

تحوّل المهرجان إلى منصة لتعزيز المنتوجات المحلية، من اللوز وزيت الأركان، إلى العسل الجبلي والنقوش الخشبية. المعرض المرافق للمهرجان فتح المجال أمام تعاونيات نسائية محلية لعرض إبداعاتهن، في مشهد يكرّس الدور المتنامي للمرأة القروية في الاقتصاد التضامني.

نحو مستقبل يجمع التراث بالتنمية

يبصم مهرجان اللوز على حضور قوي في المشهد الثقافي المغربي، جامعًا بين عبق التراث وأسئلة التنمية. وبين طقوس “إدرنان” وحفلات أحواش، وبين المعارض والندوات، ترسم تافراوت لنفسها مستقبلًا يليق بتاريخها، حيث الجبال تحكي، والناس تصنع الفرق.