رأي | بقلم فاعل جمعوي محمد العيد
شهدت قريتي صباح اليوم مشهدًا نادرًا لا يتكرر كثيرًا حيث تشكلت الغيوم في السماء بطريقة فريدة لتُجسّد خريطة المملكة المغربية بشكل واضح ودقيق من طنجة إلى الكويرة مرورا بكل الأقاليم بما فيها الجنوبية هذا المشهد لم يكن مجرد ظاهرة طبيعية بل بدا وكأنه رسالة صامتة من السماء إلى كل من يشكك في وحدة التراب الوطني.
بالنسبة لي كمواطن مغربي وفاعل جمعوي فإن ما وقع يحمل دلالة عميقة ويُعبّر عن رمز قوي لوحدة الوطن التي لا تُزعزعها لا الخطابات العدائية ولا المناورات الإعلامية المعادية الغيوم اليوم لم تكن عشوائية بل شكّلت توقيعًا إلهيًا على حقيقة تاريخية وجغرافية راسخة مفادها أن الصحراء مغربية وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا التشكّل الطبيعي لا يمكن عزله عن السياق السياسي والوجداني الذي نعيشه كمغاربة فالعلاقة بين المغرب وصحرائه ليست وليدة قرار سياسي أو اتفاق ديبلوماسي بل هي ارتباط وجداني وأبدي متجذر في أعماق كل مغربي تربى على حب الوطن والاعتزاز بهوية موحدة من شمال البلاد إلى جنوبها.
لقد قالت السماء كلمتها اليوم دون أن تنطق وجاءت رسالتها قوية وواضحة لكل من لا يزال يصر على التشكيك أو الإنكار الغيوم لم ترسم فقط حدود الجغرافيا بل رسمت أيضًا حدود الكرامة والعزة الوطنية التي يدافع عنها المغاربة بشراسة ويقين وإيمان بأن وحدتهم الترابية فوق كل اعتبار.
ما حدث اليوم يدعونا للتوقف والتأمل في عمق انتمائنا لأرضنا ويدفعنا لتجديد عهدنا على الدفاع عن وحدتنا دون تردد لأن الحق لا يُنتزع مننا ولا يُستجدى من الآخرين بل يُحمى ويصان بعزم الرجال وبوعي الأجيال التي حملت راية المغرب الموحد جيلًا بعد جيل.
من هنا من أقصى الجنوب الشرقي نكتب بقلوب نابضة بالإيمان أن الصحراء ليست فقط قضية سياسية بل قضية وجود وهوية وكرامة وطنية نُورّثها لأبنائنا كما نُورّثهم حب العلم الوطني ولا يمكن لغيوم السماء إلا أن تزيدنا يقينًا بأن هذا الوطن جسد واحد لا ينفصل أبدًا مهما حاول البعض أن يزيفوا الحقائق.
تعليقات
0