اش واقع
لا تزال مدينة ابن أحمد، التابعة لإقليم سطات، تحت وطأة الصدمة والقلق، بعد أن عادت مشاهد الرعب لتخيم على سكانها، إثر العثور على أشلاء بشرية جديدة في نفس المكان الذي شهد قبل أسابيع اكتشاف أطراف ضحية سابقة، في واقعة باتت تميل إلى ترجيح فرضية وجود قاتل متسلسل يختار ضحاياه بعناية وينفذ جرائمه بدافع انتقامي غامض.
ووفقًا لمصادر محلية متطابقة، فقد تمكنت عناصر الأمن، في إطار حملاتها التمشيطية المستمرة، من العثور على بقايا بشرية جديدة أثناء تفتيشها الدقيق لنفس النقطة التي تم فيها في وقت سابق العثور على أطراف بشرية مقطوعة، وهي الواقعة التي هزّت الرأي العام المحلي وأثارت الكثير من التساؤلات حول هوية الفاعل ودوافعه الحقيقية.
التحاليل الأولية التي أجريت على الأشلاء المكتشفة مؤخرًا، أظهرت أنها تعود لضحية جديدة، تبين لاحقًا أنه موظف عمومي، ما يزيد من غموض القضية وتعقيداتها، ويفتح الباب أمام احتمالات مرعبة بوجود ضحايا آخرين لم يتم بعد الوصول إليهم.
وتعززت هذه الشكوك بعد العثور داخل منزل المشتبه فيه الرئيسي، الذي أُطلق عليه إعلاميًا لقب “سفاح ابن أحمد”، على ورقة تضم قائمة بأسماء أشخاص يُرجح أنهم كانوا مستهدفين من طرفه، ما يُشير إلى أن الجرائم كانت ممنهجة ومدروسة، وليست نتاج لحظة عابرة من فقدان السيطرة.
الحادثة الجديدة خلفت موجة من الرعب والقلق في أوساط سكان المدينة، الذين باتوا يعيشون في حالة من الترقب والهلع، في ظل صمت رسمي حول مجريات التحقيق والهوية الكاملة للمشتبه فيه، فيما تتواصل الجهود الأمنية للوصول إلى باقي تفاصيل هذه السلسلة المروعة من الجرائم.
يُذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها العثور على بقايا بشرية بنفس المكان، ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات دامية عاشتها مدن مغربية في الماضي بسبب جرائم مماثلة، ويطرح بإلحاح سؤالًا كبيرًا حول الخلفيات النفسية والاجتماعية التي قد تدفع بشخص إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال الوحشية.
ولا تزال السلطات المختصة تتابع مجريات التحقيق بتكتم شديد، وسط مطالب من المجتمع المدني بتوفير حماية أمنية أكبر وتعزيز الشعور بالأمان لدى الساكنة.
