“المخطط الأسود” يلتهم القدرة الشرائية للمغاربة: أين ذهبت الـ 1300 مليار سنتيم يا حكومة أخنوش؟

أش واقع تيفي / هشام شوراق

 في الوقت الذي كانت فيه وعود الدعم واستيراد المواشي بـ 1300 مليار سنتيم تلوح في الأفق كطوق نجاة للمستهلك المغربي تشهد الأسواق اليوم انفجارا غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء وخاصة لحوم الغنم التي تجاوزت عتبة 150 درهماً للكيلوغرام الواحد ولم يقتصر الأمر على ذلك فـ “الدوارة” (أحشاء الخروف) قفز سعرها إلى 800 درهم مثيرةً سخطا شعبيا واسعا وتحولت إلى رمز للوضع الاقتصادي المتدهور الذي أثقل كاهل الأسر المغربية.

النائبة البرلمانية فاطمة التامني لم تتردد في فجْر هذا الوضع الكارثي موجهة سؤالا كتابيا شديد اللهجة لوزير الفلاحة التامني اتهمت صراحة بعض الجزارين وتجار الجملة بالاحتكار وتقليص العرض وفرض سقف للذبح مما أدى إلى خلق ندرة مصطنعة في السوق وكل هذا دون أي تدخل ملموس من الوزارة لضبط الأسعار هذا الصمت المريب من طرف وزارة الفلاحة يثير تساؤلات جدية حول جدية الحكومة في حماية القدرة الشرائية للمواطنين.

من جانبه أرجع المستشار الفلاحي عبد الحق بوتشيشي هذه الأزمة إلى “ثقافة استهلاكية مشوهة” نجمت عن التهافت غير المسبوق على اللحوم بعد الإهابة الملكية بدعم استيراد المواشي وبدلا من أن تخفف هذه الإجراءات أدت إلى تضاعف الطلب حيث انتقل الجزار من ذبح 5 رؤوس يومياً إلى 30، ما فتح شهية المضاربين ويرى بوتشيشي أن غياب التدخل الفعلي للوزارة عمق أزمة الأسعار ما يؤكد الاتهامات الموجهة للحكومة بالتقصير.

النائب البرلماني حسين أيت أولحيان دق هو الآخر ناقوس الخطر مؤكداً أن فئة “الشناقة” و”الفراقشية” استغلت الظرفية لعرض أحشاء الخراف بأثمنة فلكية وسط غياب تام لأي رادع أو مراقبة هذا الفشل في الرقابة الحكومية سمح لهؤلاء المضاربين بالتحكم في السوق والتلاعب بأسعار المواد الأساسية التي تقتات عليها الأسر.

تساؤلات حارقة: أين ذهبت المليارات؟

رغم تصريح وزير الفلاحة بتراجع القطيع الوطني لم تفعل آليات المراقبة، ولم يقدم أي تفسير للرأي العام حول مآل الـ 1300 مليار سنتيم التي خصصت للدعم هذا الصمت المطبق من الحكومة يطرح تساؤلات مشروعة عن مدى جدوى السياسات المتبعة وعن مصير هذه الأموال الضخمة فهل تحولت هذه المليارات إلى مجرد رقم على الورق أم أنها صرفت دون أن تحقق أهدافها المرجوة؟ وأين هي الشفافية والمساءلة التي يطالب بها المغاربة؟

في ظل هذا الوضع يتحول المستهلك المغربي من متضرر إلى ضحية حقيقية بعدما أصبح “المشنوق” وسط فوضى الأسعار وغياب الرقابة يبقى السؤال العالق والملح: من المسؤول عن هذا الانهيار في القدرة الشرائية للمغاربة؟ وهل ستتحرك الحكومة أخيرا لوضع حد لهذا العبث؟ أم أن منطق “خليها تغلا” هو السائد تاركا المواطن يواجه مصيره وحيدا؟

صدى الشارع: تعليقات غاضبة تكشف مرارة الواقع

لقد ترجمت مواقع التواصل الاجتماعي الغضب الشعبي إلى صرخات تعكس مرارة الواقع الذي يعيشه المواطن المغربي وفيما يلي بعض التعليقات المستعارة التي تظهر عمق الإحباط:

• “فارس الأمل”: “لا يوجد شيء اسمه بلد فقير يوجد فقط نظام فاشل وفاسد في إدارة موارد البلد.”

• “المرابطي”: “خطاب العرش لسنة 2017، توعد الملك محمد السادس من خلال تحذير قوي لجميع المسؤولين المفسدين والذين يعرقلون المشاريع التنموية وجميع المسؤولين الذين لا يقومون بواجبهم… ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه؟ وهنا أشدد على ضرورة التطبيق الصارم لمقتضيات الفقرة الثانية، من الفصل الأول من الدستور التي تنص على ربط المسؤولية بالمحاسبة لقد حان الوقت للتفعيل الكامل لهذا المبدأ فكما يطبق القانون على جميع المغاربة يجب ان يطبق أولا على كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز وبكافة مناطق المملكة إننا في مرحلة جديدة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو الإفلات من العقاب.”

• “الحقيقة المرة”: “آش من استيراد لحوم؟ راه ضحكوا على الشعب بشي باخرة ولا جوج وضربوه على الشعا والفلوس ضربوها، ودابا تكون فحسابات بنوك أجنبية.”

• “صوت الشعب”: “كولشي واضح، حكومة إفقار الفقير وإغناء الغني.”

• “المنصف”: “الحساب عند الله عزوجل بحيت القاضي هو الله والشهود هم الملائكة والله هو الذي يفصل يوم القيامة ويعرف الظالم والمظلوم والناهب ووووو سبحانه وتعالى عما يشركون.”

• “المواطن المقهور”: “المواطن هو من يتحمل المسؤولية هو السبب في الارتفاع الصاروخي لأثمنة اللحوم بسبب اللهفة واللهطة والجهل والكلاخ الناس دايرين حالة الطوارئ على الجزارة كأننا في حرب غير معلنة! اللحم وصل 120 درهم والدوارة 800 درهم…1000 درهم! اللهم هذا منكر ناس بحال إلى عمرهم كالو اللحم الملك أصدر تعليمات عدم نحر أضحية العيد باش ثمن اللحم ينخفض لفائدة الشعب لكن الشعب لم يكن في الموعد الشعب نايضة فيه العافية حسبنا الله ونعم الوكيل عمرنا نتقدموا بحال الشعوب مادام الجهل والكلاخ يضرب الرقم القياسي.”

• “المتفائل الحذر”: “علاش متقولش واش تشدوا هادو لي ستافدوا من دعم ديال 1300 مليار فالخوا الخاوي ولا حتى القدام الله كما قال وهبي؟”