أسبوع البيئة بالجديدة: شعارات براقة تخفي واقعاً بيئياً مريراً وتجاهلاً صارخاً لمطالب الساكنة

أش واقع تيفي / الجديدة المغرب

بين بهرجة الافتتاح وبين مرارة الواقع البيئي المعاش بمدينة الجديدة انطلقت فعاليات الدورة السادسة عشرة لأسبوع البيئة المنظمة بشراكة مع جامعة شعيب الدكالي لتثير موجة واسعة من السخط والتساؤلات الحارقة لدى ساكنة المدينة حول جدوى هذه المبادرات التي لا تعدو كونها شعارات براقة.

تنعقد هذه الفعاليات تحت شعار “الزراعة المستدامة مساهمة التكنولوجيا الحديثة في اقتصاد الماء والإنتاجية” عبر ندوات علمية وورشات حول السقي الذكي وعرض مشاريع فلاحية مبتكرة بمنتجع مازاغان الفاخر في الفترة من 17 إلى 21 يونيو 2025 هذا المشهد يتناقض بشكل صارخ مع واقع مدينة الجديدة التي تعيش خنقا بيئيا مستمرا من الانبعاثات الصناعية المتواصلة المنبعثة من الشركات الكبرى المتواجدة بالجرف الأصفر الشريك الإعلاني لهذا الأسبوع البيئي مما يطرح علامات استفهام كبرى حول التزام الشركاء البيئي الفعلي.

وعبرت تعليقات المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضب عارم ومباشر حيث يقول سعيد “شنو غادي نستافدو من هاد أسبوع البيئة غادي تجيبو لينا خبراء يبقاو يخطبو علينا واش غادين يزرعو لينا الأشجار بي هضرتهم”، فيما تتساءل خديجة بسخرية “والله تا كضحكو على عباد الله وفين دايرين الندوات في مزغان يعني غادي تكون هاد ندوات غير مع بعضياتكم”، ويرد أحمد بغضب “عوض ديرو ندوات وتجيبو خبراء يجيو يتبجحو علينا ديرو لينا غير جرادي فين يخرجو ولادنا وعائلاتنا يشمو شوية الهواء”، ويضيف أيوب بحسرة “ما بغيناش ندوات بغينا مساحات خضراء في هاد المدينة المنكوبة را قهرنا الفوسفاط وريحة الزبالة”، بينما علقت أسماء بكلمات لاذعة “باركة من نهب المال العام في الخوا الخاوي بغينا شي حاجة ملموسة” وقال عزيز “بغينا مدينة خضراء ماشي ندوات مغلقة بلا فائدة.

فبعد ستة عشر دورة من هذا الأسبوع البيئي لم تشهد مدينة الجديدة أي تغيير ملموس على أرض الواقع بل تزداد بيئتها تدهورا وتفتقر لأبسط مقومات المساحات الخضراء فالمدينة التي يزينها النخيل فقط تفتقد للأشجار والأغراس ذات النفع على جنبات الطرقات حيث يحل التراب أو “الحمري” مكانها وحتى القليل من الأغراس الموجودة تبدو شاحبة بفعل غياب العناية وخير دليل على ذلك غابة الحوزية المجاورة لمنتجع مازاغان التي تتساقط أشجارها يوميا مما يؤكد أن هذه الأنشطة لا تتجاوز حدود الشعارات واللقاءات المغلقة.

الساكنة تتطلع إلى اهتمام بالبيئة على مدار العام لا مجرد سحابة صيف عابرة لمدة أربعة أيام تتمنى توفير مساحات خضراء حقيقية تكسر حاجز التلوث المنبعث من الشركات الصناعية المجاورة للمدينة كما تطمح إلى إنشاء ملاعب قرب للشباب ومرافق صحية ومستوصفات تخدم القرب وأي إنجازات أخرى تكون لها علاقة مباشرة بالحفاظ على البيئة مثل برامج تدوير النفايات وفرزها ودعم الطاقات المتجددة وتطوير شبكات النقل النظيف وهي مطالب أساسية تتجاوز بكثير مجرد الندوات ولقاءات الخبراء التي لا تترجم إلى فعل ملموس على أرض الواقع.

فهل ستستفيق الجهات المنظمة والمسؤولون من سبات الشعارات المنمقة وتستمع حقا لصوت الساكنة التي تطالب ببيئة صحية وحقوق أساسية أم سيبقى أسبوع البيئة بالجديدة مجرد مناسبة سنوية لتلميع صورة لا تعكس إلا استمرار الفجوة بين الأقوال والأفعال؟