الجديدة.. فضيحة صحية مدوية: كلاب ضالة تستلقي أمام وحدة التوليد وتتجول داخل مستشفى محمد الخامس تثير ضجة

أش واقع تيفي / الجديدة

الجديدة، المغرب – في مشهد صادم يمس كرامة المواطنين ويخل بصورة المؤسسات الصحية تحول مستشفى محمد الخامس بمدينة الجديدة إلى نقطة استفهام كبرى بعد رصد وجود كلاب ضالة داخل حرمه وتحديدا أمام مدخل وحدة التوليد وداخل المستشفى حيث كانت العائلات تنتظر ميلاد أبنائها في ظروف تفتقر لأدنى معايير الرعاية والنظام.

يأتي هذا المشهد العبثي والمهين في وقت تستعد فيه المملكة لاحتضان تظاهرات وطنية ودولية كبرى مما يثير تساؤلات حول الرسالة التي تبعثها مثل هذه الصور الباعثة على القلق للرأي العام الوطني والدولي فهل يعقل أن يتحول مرفق استشفائي مخصص للولادة والرعاية والطمأنينة إلى مأوى للحيوانات الضالة مما يسيء لسمعة المنظومة الصحية ككل.

وقد أثارت الصورة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي موجة استنكار واسعة كاشفة عن واقع إهمال خطير داخل هذا المستشفى وعبر مواطنون عن غضبهم بمرارة حيث تساءل أحدهم عن مدى وعي المسؤولين بما يجري على أرض الواقع وعن مدى مسؤولية المندوب الصحة عن هذه الحالة ولخصت سيدة تدعى عائشة الوضع بقولها “إنه لا يتوفر طبيب ولا ممرضة ولا دواء ولا سكانير وأن الأمن الخاص هو كل شيء متوفر وهو الكل في الكل بغيتي شهادة طبية خاصك تفاهم مع سكريتي بغيتي دخل عند طبيب خاصك تفاهم مع سكريتي”.

يصرخ المواطنون بصوت واضح مؤكدين أن الوضع لا يحتمل وأن الإهمال وصل مرحلة الفضيحة فالمستشفى يعاني من غياب كامل للموارد البشرية والتجهيزات الطبية الأساسية إضافة إلى انعدام الأمن الصحي وغياب أي صيانة أو رقابة وتتجه أصابع الاتهام نحو ضعف التسيير والإشراف على المرفق.

ولا تقتصر المعاناة داخل المستشفى على ما سبق فالمراجعون يشتكون من الروائح الكريهة التي تفوح من جنباته إضافة إلى الكراسي المحطمة التي تنتشر في فضاءاته وسرّة المرضى التي أصبحت غير صالحة للنوم عليها وانتشار الكلاب الضالة مما يجعل المكان يبدو وكأنه منزل مهجور منذ سنوات أما بخصوص ظاهرة الرشوة فيؤكد العديد من المواطنين أنها أصبحت أمرا شائعا وبارزا ويطالبون بضرورة تفعيل آليات رقابية صارمة مثل الاستعانة بـ “زبون سري” للحد من الفوضى واللامبالاة ووضع حد لهذه الممارسات المسيئة.

وفي رسالة مفتوحة موجهة إلى عامل إقليم الجديدة أكد المواطنون أن ما يحدث في مستشفى محمد السادس لم يعد مجرد مسألة تقنية أو تدبيرية بل تحول إلى قضية كرامة وحقوق إنسان وطالبوا بتدخل فوري وجريء لإعادة هيكلة هذا المرفق انطلاقا من الجانب الأمني والصحي والإداري ووصولا إلى فتح تحقيق جدي لمحاسبة كل من أهمل أو تغاضى أو سمح بتحول مؤسسة علاجية إلى عنوان للفوضى واللامبالاة فالصحة ليست مجرد شعار بل هي حق دستوري جوهري وحين تُهان الأمهات في لحظة ولادتهن وتُحاصر الكلاب الأبواب فإن ذلك يؤشر على غياب المسؤولية ووجوب المحاسبة.