أش واقع تيفي / فاس
في مشهد يتكرر يوميا وبشكل يثير الغضب والاستياء العام توقف قطار يربط بين فاس وكرسيف بشكل مفاجئ، مخلفا مئات المسافرين عالقين في عربات خانقة تحت وطأة حرارة الصيف اللاهبة، هذه الواقعة ليست حادثة فردية بل حلقة جديدة في مسلسل الإهمال والفوضى الذي تعيشه شبكة السكك الحديدية المغربية والذي تتحمل مسؤوليته المباشرة الشركة الوطنية للسكك الحديدية (ONCF).
المسافرون الذين يعانون من هذه الأعطال المتكررة والتأخيرات التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من رحلاتهم اليومية، عبروا عن استيائهم الشديد وغضبهم العارم “لا مسؤول يوضح لنا ما يحدث، هذا عبث بأرواح المواطنين!” هكذا صرخ أحد المسافرين العالقين، في تعبير يختزل حالة الإحباط واليأس من تردي الخدمات. “من يحاسب على هذا الإهمال المتكرر؟ من يعوضنا عن الوقت الضائع والمعاناة في هذه الظروف القاسية؟” تساؤلات تتناثر في فضاء القطار المتوقف، بلا إجابات ولا مسؤول يستجيب.
إن تكرار هذه الأعطال التقنية في القطارات، وعدم قدرة ONCF على توفير حلول سريعة أو حتى تقديم تفسيرات مقنعة للمسافرين يطرح علامات استفهام كبرى حول كفاءة الإدارة وجودة الصيانة، ففي بلد يسعى للتطور وتوفير بنى تحتية عصرية، يصبح تعطيل القطارات بهذه الطريقة في أوج فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما عبر عنه المسافرون وقال أحدهم “أمرًا لا يمكن السكوت عنه”، هذه الأعطال لا تعطل حياة الناس فحسب بل تهدد سلامتهم في ظروف قد تتحول إلى كارثية.
توجه الاتهامات بشكل مباشر إلى الشركة الوطنية للسكك الحديدية (ONCF) التي يبدو أنها تتجاهل صرخات المسافرين وشكواهم المتكررة، فالاستثمار في تحديث القطارات والبنى التحتية يجب أن يوازيه التزام حقيقي بالصيانة الدورية والتأكد من جاهزية الأسطول، إن حياة المواطنين وسلامتهم ليست قضية يمكن التهاون فيها وعلى ONCF أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة عن هذا العبث الذي يمس كرامة المسافرين ويعرض حياتهم للخطر، المطلوب الآن ليس مجرد توضيحات بل محاسبة فورية للمسؤولين عن هذا التقصير ووضع حد لهذه المهزلة التي تتكرر يوما بعد يوم في جميع المدن المغربية.
