أخنوش.. “شبحُ جميع الأجيال”

رئيس التحرير الأحد 5 أكتوبر 2025 - 15:22

أسامة بوكرين

 

لَم يكن عزيز أخنوش، ولا مَن دفَع بمسيرته من أجل الإقلاع من “مشاوري” بسيط يتبَع تعليمات وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري إلى رئيسٍ للحكومة، ينتظِران أبداً أن يُصبِح رأس الرجل السياسي مطلوباً بشدّة من طرف جيلٍ لم تُعِره الدولة أي اهتمام أو اعتبار بخلفية سياسية أو فكرية، نظراً لوسائل التدجين التي استعملتها معه عبر برامج “المسخ” والترفيه التي فُتِح لها بابٌ لم يُغلَق إلى حدود الساعة.

مصيبة أخنوش ومَن معه هي أن مطلب توقيع نهايته السياسية جاء من نفس الجيل الذي كان يعتبِر أن سياسات وبرامج وزير الشباب المهدي بنسعيد في “الألعاب الإلكترونية” والانفتاح على سهرات “الكلام الخاسر” في التلفزيون العمومي قد دجّنته بشكل كامل، ما يجعلنا أمام فرضية “الرفض الجيلي”، حيث إن الرجل -أي أخنوش- حصل على العلامة الكاملة في كونه منبوذاً من جميع الأجيال.

فكيف يمكن لأخنوش مثلاً أن يخرج لمواجهة جيل “طفرة المواليد Baby boomers” الذي يعيش أصحابه فوق الستين، وهو الذي أقلعت معه الأسعار والمعيشة نحو مستويات لم يسبق أن سُجِّلت حتى في معسكر الدول الشيوعية التي ترفُض الاستيراد وتعيش على إنتاجها الداخلي البسيط؟

وكيف يمكن للملياردير الغارق في ريع الصفقات العمومية التي يحصل عليها من نفسه، مثل صفقة تحلية المياه في جهة الدار البيضاء، أن يواجه جيل “X” الذي يحوم بين الأربعين والستين، وهو الذي جعل الطبقة الوسطى تتقهقر في إمكانياتها المادية لتصبح متساوية مع الطبقة الأوسع من المغاربة، “طبقة العطّاشة” الذين يشتغلون من أجل دفع الضرائب وتقوية الإنتاج لصالح “أوليغارشيا” المال والمستفيدين من ريع مشاريع الدولة وصفقاتها؟

وهل يمكن لصاحب “أكوا” المتمكّن من مفاتيح الأرض والسماء أن يحصل على الإشادة من جيل “الألفية Millennials” الذي يمتد من نهاية العشرينات إلى الأربعينات، وهو الذي – أي أخنوش – أغلق أمام هؤلاء جميع منافذ الانتفاع الاقتصادي المشروع عبر تسقيف مباريات الوظيفة العمومية، وترسيخ فضاعة “الزبونية” و”السمعة السيئة” في الانتقاء في هذه المباريات، كما شاهدنا في مباراة المحاماة وعدد من التوظيفات ذات الطابع السياسي المشبوهة في الوزارات والمصالح التابعة لمسؤولين منتمين لأحزاب “الثلاثي” الحكومي.

أما جيل “زد Z”، فخر الأجيال وسيّدها، فقد نادى مبكراً بأنه رفض ويرفض سياسة أخنوش العمومية في تسيير شؤون البلد، من خلال إغراقه الحكومة بالدخلاء معدومي الكفاءة مثل وزيري الصحة والتعليم، وها هم أصبحوا يشكّلون سبباً مباشراً لزعزعة استقرار هذا البلد من خلال ولائهم لمن اقترحهم. فإذا كان أخنوش قد أحرق أوراقه مع كل هذه الأجيال، فكيف سيكون حاله إن استمر حتى أصبح في مواجهة جيل “الألفا Alpha” الذي لم يعُد أمامه الكثير للشروع في إعطاء رأيه فيما يحدث في البلاد؟

تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Google News تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 16:19

“التهديد أتى بثماره”: هل اشترت وزارة الصحة صمت الفاريسي على حساب حياة المواطنين؟

الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 10:17

تحقيق عاجل في “مسرحية مستشفى أكادير”: صمت “الصحة” وتواطؤ “القانون” تحت المجهر

الخميس 9 أكتوبر 2025 - 01:00

أكادير.. طبيب بمستشفى الحسن الثاني يهدد بفضح المستور بعد قرارات توقيف أطباء وممرضين وقابلات

الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 22:53

وفاة جديدة لامرأة حامل تعمّق أزمة مستشفى الحسن الثاني بأكادير وتزيد من غضب الساكنة