حرب “تجديد النخب”: رئيس جماعة الجديدة يرد بعنف على “البطولات الوهمية”ويصفه بـ “منعدم الصفة”

أش واقع تيفي / الجديدة 

مع اقتراب نهاية الولاية الانتخابية، تبرز ظاهرة التباجح والمكاشفة بين المنتخبين، حيث يخرج مترشحون سابقون أو حاليون لانتقاد أداء المنافسين، وكأنهم لم يكونوا جزءاً من المنظومة ذاتها، هذا السجال الذي غالباً ما يتم عبر منصات التواصل الاجتماعي يهدف بشكل رئيسي إلى كسب تعاطف المواطنين وتجديد “الرصيد الشعبي”، متجاهلين في كثير من الأحيان أن الولاية بكاملها لم تشهد تحريكا فعليا لساكن التنمية، وهذا هو المشهد الذي يتجسد حالياً في الجديدة.

في هذا السياق المتوتر، فجّر السيد جمال بن ربيعة، رئيس جماعة الجديدة، مساء يوم 18 نونبر، قنبلة سياسية بإصداره بلاغاً رسمياً شديد اللهجة، يعد الأول من نوعه رداً على تصريحات المدعو عثمان الطرمونية بتاريخ 15 نونبر، ويهدف رئيس الجماعة إلى وضع حد لما وصفه بـ “المناورات السياسية” و”محاولات صناعة بطولة وهمية” على حساب شرعية المؤسسات المنتخبة في المدينة.

انتقد رئيس الجماعة تصريحات الطرمونية، معتبرا إياها محاولة رديئة لصناعة بطولة وهمية قائمة على الادعاء المجاني والتضليل، مؤكدا أن هذه التصريحات تجاوزت الصلاحيات الحزبية وتطاولت على مدينة لا تربط المعني بالأمر بها أي علاقة ترابية أو حضور سياسي، وأشار بن ربيعة إلى أن الخرجات الإعلامية للطرمونية سقطت في أول اختبار حين تجرأ على التحدث باسم حزب الاستقلال دون أي صفة، وروج لنية ترشح قال إنها منعدمة الشرعية، ونسب لنفسه مشاريع لا علاقة له بها.

أوضح البلاغ أن مدينة الجديدة لها مؤسساتها ونخبها وشرعيتها، ولا يمكن أن تتحول إلى ساحة لمناورات ظرفية أو طموحات مبنية على الوهم وشدد بن ربيعة على أن المدينة ليست أرضاً خلاء ولا تبحث عن وصي، وأن منتخبين يشتغلون بمنهجية ومسؤولية وصمت، لا بالشعارات الغوغائية، كما وجه رئيس الجماعة انتقاداً لاذعاً بخصوص خرق الضوابط الحزبية، مؤكداً أن تصريحات الطرمونية لا تعدو أن تكون تصرفاً فردياً بلا أثر وغياب أي موقف رسمي من الهيئات التنفيذية للحزب.

في سياق أكثر حدة، طالب بن ربيعة الطرمونية بمراجعة شعاره حول تجديد النخب، مشيراً إلى أنه الأجدر به أن يبدأ من محيطه الأقرب، داعياً إياه إلى مراجعة أداء والده البرلماني الذي يمثل الإقليم منذ سنوات بدون نتائج، ومراجعة وضعية صهره الذي يحتكر منصب المفتش الإقليمي منذ مدة طويلة، قبل التقييم السياسي لمنتخبي الجديدة، كما فنّد رئيس الجماعة ما يروج حول ترشح الطرمونية بالمدينة، واصفاً إياه بمجرد مناورة إعلامية فارغة لأنه يفتقر إلى الشرعية الترابية اللازمة لتمثيل ساكنة ليس جزءاً من نسيجها.

أكد البلاغ أن محاولة نسب مشروع تهيئة شارع جبران خليل جبران إلى الطرمونية هي مثال واضح على سطو مكشوف على جهود الجماعة، موضحاً أن المشروع ثمرة ترافع رسمي وشراكة مؤسساتية بين الجهة والجماعة، ولم يكن للمعني بالأمر أي دور في بلورته أو تتبعه، بل ظهر فقط بحثاً عن صورة وفضل ليس له، واختتم رئيس الجماعة بلاغه بالتأكيد على أن مؤسسات الجديدة لا تنتظر دروساً من خارج المجال الترابي، خصوصاً ممن يسعى إلى افتعال موقع سياسي لا يملكه، مشدداً على أن الجماعة تتقبل النصح ممن لهم مصداقية ونزاهة ونظافة يد، وليس ممن تتناقل منصات التواصل الاجتماعي فضائحهم، حسب تعبير البلاغ.