أش واقع تيفي / الجديدة
الجديدة تدخل المغرب بثقة نادي الكبار في قطاع الطاقة النووية بإطلاقه مشروعا سياديا لإنتاج اليورانيوم الأصفر أو الكعكة الصفراء وهو مادة أولية حيوية لصناعة الوقود النووي، وبالتحديد ستقام هذه الوحدة الصناعية الضخمة في بالجرف الأصفر بإقليم الجديدة وتعد حاليا في طور الإجراءات التنظيمية منذ 29 مايو 2025.
ويهدف هذا المشروع الطموح الذي يقدر استثماره الأولي بـ 100 مليون دولار إلى استخراج مركز اليورانيوم U₃O₈ من مشتقات حمض الفوسفوريك وهي مادة يتحكم فيها المغرب بفضل احتياطاته العالمية الضخمة من الفوسفاط والخبرة الصناعية الرائدة لمجموعة OCP، بالإضافة إلى ذلك يعكس هذا الاستثمار الطموح الاستراتيجي للمغرب في التحول لفاعل منافس في اقتصاد الطاقة النووية المستدامة بالاعتماد على كفاءاته الوطنية في الهندسة الكيميائية وبنيته التحتية الصناعية المتطورة وبيئة البحث التطبيقي بجامعة UM6P.
الوجه الآخر للكعكة الصفراء: أضرار صحية وبيئية تهدد الساكنة
وعلى الرغم من الوعود الاقتصادية الكبيرة التي يحملها هذا المشروع فإن اليورانيوم الأصفر أو الكعكة الصفراء وهو مادة وسيطة في دورة الوقود النووي يمكن أن تكون له أضرار صحية وبيئية كارثية على الساكنة المجاورة للمصنع إذا لم يتم التعامل معه وفق معايير السلامة الأكثر صرامة عالميا، ففي البداية تبدأ الأضرار المحتملة بالاستنشاق حيث يمكن لغبار اليورانيوم أن يسبب تلفا للرئتين ويؤدي إلى أمراض تنفسية مزمنة.
علاوة على ذلك في حال تسرب المواد المشعة قد يتعرض السكان لجرعات منخفضة مستمرة من الإشعاع مما يزيد بشكل كبير من احتمال الإصابة بالسرطان على المدى البعيد ليس هذا فحسب فاليورانيوم له خصائص كيميائية سامة للكلى والجهاز العصبي إذا دخل الجسم عن طريق التنفس أو الابتلاع.
أما على الصعيد البيئي فالكارثة قد تكون أكبر حيث يمكن أن تتلوث المياه الجوفية في حال تسرب نفايات اليورانيوم وهي المياه التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية وبالمثل فإن الغبار المحمول بالرياح قد ينقل الجسيمات المشعة إلى المناطق المحيطة ملوثا التربة والهواء مما يؤثر مباشرة على المنتجات الزراعية والنباتات والحيوانات التي قد تمتص هذه الملوثات الإشعاعية من التربة أو الماء لتنتقل بدورها إلى السلسلة الغذائية مهددة صحة الإنسان بشكل غير مباشر.
هل المشروع يتوافق مع سلامة الساكنة؟ تساؤلات حارقة
لذلك يُطرح السؤال بإلحاح شديد هل هذا المشروع العملاق يتوافق حقا مع سلامة الساكنة المجاورة للمصنع في ظل هذه المخاطر الصحية والبيئية الجسيمة؟ فمن جانب سيقام المعمل على مقربة من مناطق مأهولة بالسكان ومن جانب آخر هذا المنتوج المعروف بأضراره الصحية على البشر والحيوانات والنباتات يجعل الموقف بالغ التعقيد والحساسية وبالتالي إن الاستهانة بمعايير السلامة في النقل والتخزين والمعالجة يمكن أن يحول هذا المشروع الواعد إلى قنبلة صحية وبيئية موقوتة تهدد حياة الأجيال الحالية والمستقبلية.
لذا يصبح من الضروري بل من الواجب أن تخضع هذه المنشآت لرقابة صارمة وغير منقطعة من السلطات المختصة والأهم من ذلك هو إشراك الساكنة المحلية بشكل فعال وشفاف في جميع عمليات المراقبة البيئية والصحية لتكون شريكا حقيقيا في ضمان سلامتهم وحماية بيئتهم في النهاية الربح الاقتصادي يجب ألا يكون أبدا على حساب صحة الإنسان والمحيط البيئي.
النسخة باللغة الفرنسية 👇👇👇 La version en français
تعليقات
0