آش واقع
كشف تقرير سري أمريكي، أنجزه مكتب الاستخبارات والبحوث،”INR”، تفاصيل المؤامرة الفرنسية الجزائرية ضد المغرب للتضييق على مصالحه ونفوذه في إفريقيا.
ويرصد التقرير، المنجز في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، الذي يحمل عنوان “حليفنا التاريخي في منطقة شمال إفريقيا يحتاج لدعمنا العاجل”، أن المخطط جرت كواليسه خلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الجزائر مؤخرا، للضرب في مصالح المغرب في إفريقيا.
وأشار مكتب الاستخبارات والبحوث، المكلف بتوفير المعلومات والتحليلات، للديبلوماسيين الأمريكيين، أنه جرى الاتفاق بين المخابرات الخارجية الفرنسية (DGSE)، ونظيرتها الجزائرية (DRS)، للتضييق على المغرب ومصالحها بالقارة الإفريقية.
وأبرز التقرير، أن الانجازات التي حققها المغرب في غرب وسط افريقيا، خاصة بعد دخول الرأسمال الخليجي والخبرة الإسرائيلية في العديد من المشاريع المغربية زاد من مصداقيته وحظوظه.
وأضاف ذات المصدر، أن المغرب قدم الكثير للسوق الإفريقية، بتجربته ونموذجه الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الإفريقي، متجاوزا سياسة الربح الفاحش الممنهج من طرف فرنسا، إلى جانب الاستثمار المنتج في النقل الجوي والبحري والخدمات المالية والمصرفية، ومشاريع مشتركة في العديد من الصناعات بالإضافة لتصدير التجربة والمعرفة.
ويشير التقرير، على التعاون الذي طرحته فرنسا على الجزائر، اعتمادا على رؤيتها الإستراتيجية لمحاصرة المغرب على المستوى الإفريقي .
وتحدث التقرير، عن ردة فعل فرنسا التي اختارت تأسيس محور إستراتيجي في إفريقيا مع دولة من مستعمراتها القديمة، و هي الجزائر التي تُكِن للمغرب عداء تاريخيا كبيرا منذ حرب الرمال سنة 1963، التي انهزم فيها الجيش الجزائري أمام الجيش المغربي، بالإضافة إلى ما حققه ملف الصحراء من مكاسب تاريخية، خصوصا بعد الاعتراف التاريخي لواشنطن بمغربية الصحراء.
وحسب ذات المصدر، فإن الإجتماعات السرية بين المخابرات الفرنسية ونظيرتها الجزائرية، ظلت مستمرة مدة 6 أشهر، وكان من أبرز أهدافها، العمل على تكوين جبهة مغاربية ضد المخطط المغربي، في محاصرة الجزائر إقليميا بعد التقارب الكبير بين المغرب من جهة والقاهرة وطرابلس من جهة أخرى في فالاجتماعات المتكررة بين DGSEوDRS.
ويضيف المصدر نفسه، ” أنه توصل إلى حقيقة وحيدة وهي أنه تم استقطاب كل من تونس وموريتانيا للجانب الجزائري، بمساعدة فرنسية، خاصة بعد الوعود التي تقدمت بها فرنسا للرئيس التونسي قيس سعيد، بما فيها صك الأمان الذي يتمثل في محافظة باريس على نظام حكمه مقابِل تغيير موقفه من قضية الصحراء، بالإضافة إلى تعهد الجزائر بمد تونس بمساعدات مالية ضخمة.
إلى جانب الضغط الكبير الذي مارسته فرنسا على موريتانيا للإنضمام إلى الحلف، عبر تعهد جزائري بأداء ثمن صفقة من الأسلحة ستشتريها نواكشوط من باريس، وأيضا دخول شركات فرنسية وجزائرية للاستثمار في المنطقة التجارية الحرة بنواديبو….
ونبه تقرير الاستخبارات الأمريكية الخارجية، إلى أن إضعاف المغرب سيؤثر على الأمن والإستقرار في منطقة الشمال الإفريقي، حيث ستصبح هذه المنطقة فريسة من طرف “مجموعة فاغنر” التي تمكنت نتيجة الضعف الفرنسي، والتخبط العشوائي لسياستها الخارجية ومخططات استخباراتها الفاشلة، من السيطرة على العديد من الدول الإفريقية، وفق ما أشار إليه التقرير.
التعليقات مغلقة.