آش واقع / و.م.ع
تم الاحتفال بالثراء الثقافي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك بمناسبة لقاء كبير نظمته سفارة المغرب بسيول، بمشاركة شخصيات بارزة من عوالم اقتصادية، وأكاديمية، وثقافية، وإعلامية، ودبلوماسية.
وتابع المشاركون في بداية هذا اللقاء شريطا وثائقيا حول الملحمة الخالدة للمسيرة الخضراء التي مكنت المغرب من استكمال وحدته الترابية.
وتشكل المسيرة الخضراء مثال يحتذى حول التعبئة والانضباط، حيث انطلق 350 ألف مغربي، رجال ونساء، بأسلوب حضاري وسلمي صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من الاستعمار، واسترجاعها لحضن الوطن الأم، وتمهيد الطريق لمعركة أخرى لا تقل أهمية، وهي تنمية هذه الأقاليم العزيزة في إطار مجهود وطني يشمل جميع مناطق المملكة.
وتمكن الجمهور الكوري الجنوبي من خلال هذا الشريط، من رؤية التقدم الذي حققه المغرب لجعل الأقاليم الجنوبية فضاء حقيقيا للازدهار ومركزا للتعاون.
وتم تقديم المشاريع التنموية الكبرى على كافة المستويات، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي تبرز بوضوح مستوى التنمية الذي تحقق بالأقاليم الجنوبية، التي أصبحت فضاء للسلام والاستقرار والتنمية.
وبهذه المناسبة، أشاد رئيس جمعية الصداقة المغربية الكورية، سونغ جوم هوا بهذه التنمية الشاملة، وذلك من خلال دعوة مواطنيه، المشاركين في هذا اللقاء، لاكتشاف المزيد حول الأقاليم الجنوبية المغربية، لا سيما فرص الأعمال التي تم تعزيزها في هذه المنطقة، بفضل المشاريع التنموية التي تم إطلاقها، خصوصا ميناء الداخلة الأطلسي، وهو مشروع ضخم أطلق في إطار النموذج التنموي الجديد للمغرب.
وقال السيد سونغ “إننا معجبون جدا بالتطور والتقدم الملحوظين اللذين حققهما المغرب في مختلف القطاعات الاستراتيجية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، ذلك أن جلالته اضطلع بدور رائد في تحويل المغرب إلى أمة افريقية مزدهرة وحديثة، ونموذج للاستقرار والتقدم”.
وفي ما يتعلق بملحمة المسيرة الخضراء، ذكر السيد سونغ بالرسالة التي وجهها الرئيس الكوري الجنوبي السابق بارك تشونغ هي، لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، والتي أعرب خلالها عن تهانيه بنجاح المسيرة الخضراء، مشددا على أنها مسيرة مكنت من استرجاع الصحراء المغربية دون إراقة قطرة دم واحدة.
من جهته أكد سفير المغرب بكوريا الجنوبية، شفيق رشادي، وهو يستحضر الأهمية التاريخية للمسيرة الخضراء، أن الأقاليم الجنوبية تفرض نفسها اليوم كفضاء “للمرونة والتحول”.
وشدد السفير على أنه لا يتم ادخار أي جهد لضمان تنمية هذه الأقاليم، في إطار رؤية ثاقبة، وطموح سياسي وطني بقيادة جلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن هذه السياسة مبتكرة في مقاربتها، طموحة في أهدافها، وشاملة في تنفيذها، لا تترك شيئا للصدفة.
وأضاف أن البعد الثقافي، والاجتماعي، والبيئي، يحتل مكانة مركزية في هذه الاستراتيجية، مسجلا أن الأقاليم الجنوبية أصبحت حاليا فضاء خصبا للمشاريع الكبيرة التي غيرت وجه المنطقة.
من جهة أخرى شكل هذا اللقاء مناسبة لاكتشاف جمال المناظر الطبيعية المغربية الخلابة، والجهود التنموية من خلال تقديم كتاب مصور يقترح سفرا متميزا وفريدا، بما في ذلك في جنوب المملكة.
ويقدم الكتاب الذي أنجزته الفنانة الكورية الجنوبية لي هايجا، بعد سفر عبر المملكة، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية، من خلال أكثر من 200 صورة، تاريخ بلد فخور بتاريخه العريق، وواثق من مسيرته المتواصلة نحو مزيد من التقدم والازدهار والحداثة.
وتحكي السيدة لي تجربتها المغربية بشغف. شغف ترجمه كتاب جميل، قالت عنه إنه أنشودة لجمال وتنوع المغرب.
وأضافت الفنانة “أينما ذهبت، كنت مندهشة من جمال وروعة بلد قضيت فيه لحظات لا ت نسى، ستبقى راسخة في ذاكرتي إلى الأبد”.
وبالنسبة لهذه الفنانة، فإن الجنوب المغربي الشاسع، بجماله وهدوءه الفريد، والكثبان الرملية الذهبية، يظل “مكان يستحق الزيارة”.
وبالنسبة لهذه الفنانة، فإن الجنوب المغربي الشاسع، بجماله وهدوءه الفريد، والكثبان الرملية الذهبية، يظل “مكان يستحق الزيارة”.
وهكذا، فمن المساحات الشاسعة لجنوب المغرب، إلى فاس، بمدينتها القديمة وأزقتها الفريدة، مرورا بالدار البيضاء ومسجد الحسن الثاني، ومراكش ومآثرها التاريخية التي تحكي تاريخا مجيدا، فإن المغرب بلد الجمال، والكنوز الأثرية المتعددة التي تبرز بجلاء، التاريخ والمستقبل، لتقديم مثال رائع للعالم عن الانسجام والوئام.
وأشاد المتدخلون الكوريون الجنوبيون خلال هذا اللقاء بالخطوات التي قطعها المغرب على طريق التنمية، مؤكدين أن المملكة تفرض نفسها بفضل تقدمها كشريك أساسي لكوريا الجنوبية.
وكما أشار لذلك سفير المغرب بسيول، فإن التاريخ المشترك للبلدين، يخدم مصالح شراكة مغربية كورية رابح – رابح.
التعليقات مغلقة.