أنقذوا الزاوية التونسية بالعونات: صرخة للحفاظ على تراث تاريخي وثقافي

أنقذوا الزاوية التونسية بالعونات: صرخة للحفاظ على تراث تاريخي وثقافي

أش واقع تيفي / جواد المصطفى

في قلب المغرب، تتواجد الزاوية التونسية بجماعة العونات بإقليم سيدي بنور ، واحدة من أعرق الزوايا التي شهدت على مر العصور، دورًا بارزًا في نشر الفقه والعلم. إنها ليست مجرد معلم تاريخي، بل هي رمز من رموز المقاومة الثقافية والسياسية. اليوم، تواجه هذه الزاوية تحديات كبيرة تهدد تراثها ووجودها، مما يستدعي منا جميعًا الوقوف لحمايتها.

تأسست الزاوية التونسية بالعونات في القرن الثامن عشر، حيث كانت مركزًا للعلم والتعليم. شرفها الملوك العلويون بظهائر شريفة، اعترافًا بدورها في نشر الثقافة والدين. كانت الزاوية ملاذًا للعلماء والطلاب، واحتضنت العديد من الشخصيات البارزة في تاريخ المغرب.

لطالما كانت الزاوية التونسية منبعًا للفقه والسياسة. لعبت دورًا محوريًا في تشكيل الوعي الوطني ومقاومة الاستعمار. إذ كانت مركزًا للتعليم، حيث تعلم فيها الطلاب أصول الفقه وأسس السياسة، مما ساهم في بناء مجتمع واعٍ ومتحضر.

لكن اليوم، تواجه الزاوية تحديات عدة، منها الإهمال ونقص الدعم من الجهات المسؤولة عن الثقافة. في زمن تتزايد فيه الضغوطات على الهوية الثقافية، يتوجب على المجتمع التونسي والمغربي بشكل عام أن يتحمل مسؤولياته في الحفاظ على هذه المعالم التاريخية.

إن الزاوية التونسية ليست مجرد معلم تاريخي، بل هي شاهد على نضال أجيال من أجل الحفاظ على الهوية والثقافة. من الضروري أن نعمل جميعًا على إنقاذها من النسيان، من خلال دعم الأنشطة الثقافية والتربوية التي تعيد لها بريقها.

إن الزاوية التونسية بالعونات تمثل تاريخًا عريقًا وثقافة غنية. إنقاذها يعني إنقاذ جزء من تاريخنا وهويتنا. فلنتحد جميعًا لحماية هذا التراث، ولنستجب لنداء الزاوية، فهي تستحق منّا كل الدعم والعناية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.