أش واقع تيفي / هشام شوراق
يواجه المغاربة صعوبة غير مسبوقة في حجز مواعيد تأشيرات “شنغن” عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بذلك حيث أصبحت هذه المنصة شبه مغلقة طوال الوقت مما يجعل الحصول على موعد رسمي أمرًا شبه مستحيل في ظل الإقبال الكبير والرغبة في السفر سواء لأغراض السياحة أو الدراسة أو العمل.
ورغم محاولات المواطنين المتكررة للدخول إلى المنصة الرسمية فإن أغلبهم يصطدم برسالة تفيد بعدم توفر المواعيد ما يفتح الباب أمام انتشار السماسرة الذين باتوا يتحكمون في هذه المواعيد بشكل يثير الشكوك ويدفع بالكثيرين إلى التساؤل عن الجهة التي تستفيد من هذا الوضع غير القانوني الذي يستنزف جيوب الراغبين في السفر.
ووفقًا لما يتداوله المتضررون فإن أسعار حجز المواعيد لدى الوسطاء تتراوح بين 3000 و5000 درهم حسب قرب الموعد المطلوب فكلما كان الموعد قريبًا ارتفع المبلغ المطلوب وهو ما يضعف فرص الأشخاص ذوي الدخل المحدود الذين يجدون أنفسهم مضطرين للانتظار لشهور أو دفع مبالغ باهظة لحجز موعد في أقرب الآجال.
ويؤكد العديد من المواطنين أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر دون تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد للفوضى التي أصبحت تحيط بعملية الحصول على موعد للتأشيرة حيث يُطرح التساؤل حول كيفية وصول هذه المواعيد إلى السماسرة في الوقت الذي تعجز فيه البوابة الرسمية عن توفيرها للعموم مما يفتح باب الشبهات حول وجود تواطؤ داخل بعض الجهات المسؤولة عن تدبير هذا الملف.
ولا يقتصر الضرر على الأفراد فقط بل يؤثر هذا الوضع على صورة المغرب ويعرقل مصالح العديد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التأشيرة من أجل مزاولة أنشطتهم المهنية أو الدراسية مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لضمان الشفافية وتوفير المواعيد بطرق عادلة تتيح للجميع فرصة التقديم دون الحاجة إلى وساطات غير مشروعة.
إلى متى سيستمر هذا الاستنزاف المالي للمغاربة؟ وأين هي الجهات المسؤولة من هذه الفوضى التي أصبحت تهدد حق المواطنين في السفر دون الحاجة إلى دفع مبالغ خيالية؟
تعليقات
0