أش واقع تيفي
هزت مدينة الجديدة اليوم على فضيحة جنسية مدوية بطلها رئيس فريق لكرة القدم تم توقيفه بعد أن تقدمت عائلة طفل يبلغ من العمر عشر سنوات بشكاية ضده بتهمة التحرش الجنسي البشع وحسب شهود عيان فإن هذه ليست الواقعة الأولى من نوعها حيث سبق لهذا المتهم استغلال سلطته وموقعه لاصطياد ضحاياه من الأطفال داخل أسوار الملاعب الرياضية لكن الخوف من الفضيحة العائلية كان يمنع الضحايا وعائلاتهم من التقدم بشكايات للجهات المختصة.
هذه الفضيحة المروعة تعيد إلى الأذهان الجرح الغائر الذي خلفته فضيحة البيدوفيل التي هزت مدينة الجديدة قبل سنوات قليلة لتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك وحوشًا آدمية تستغل براءة الأطفال وضعفهم لإشباع نزواتها الشاذة وأن الملاعب التي من المفترض أن تكون فضاء للتربية والترفيه والنمو السليم تتحول في بعض الأحيان إلى مسرح لجريمة بشعة تهدد مستقبل أجيالنا الصاعدة.
إن صمت العائلات خوفًا من الفضيحة هو بمثابة ضوء أخضر لهذه الوحوش للاستمرار في جرائمها البشعة لذلك نناشد كل أم وكل أب وكل ولي أمر إلى التحلي بالشجاعة اللازمة وعدم التستر على مثل هذه الجرائم البشعة فالصمت هو جريمة أخرى في حق أبنائنا وعلينا أن نكون يقظين ومتابعين لسلوكيات أبنائنا داخل الملاعب وخارجها وأن نزرع فيهم الثقة بالنفس والقدرة على الإفصاح عن أي محاولة لاستغلالهم أو التحرش بهم.
كما نوجه نداء عاجلاً إلى الأجهزة الأمنية بمدينة الجديدة من أجل تكثيف جهودها وتشديد المراقبة على الأندية الرياضية والملاعب التي يرتادها الأطفال واليافعون فالأمن مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع من سلطات وأسر ومجتمع مدني من أجل حماية فلذات أكبادنا من هؤلاء المجرمين الذين لا يراعون حرمة الطفولة ولا يترددون في تدمير مستقبلهم وإلحاق أضرار نفسية وجسدية بهم قد ترافقهم مدى الحياة.
إن توقيف رئيس الفريق المتهم هو خطوة أولى في طريق تحقيق العدالة لكنها ليست كافية بل يجب أن يكون هذا الحادث بمثابة ناقوس خطر يدق في آذان الجميع لكي نتحرك بشكل جماعي وحازم لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أطفالنا ومجتمعنا برمته يجب أن نكون سدًا منيعًا في وجه هؤلاء الوحوش وأن نوفر لأطفالنا بيئة آمنة وسليمة يمارسون فيها رياضتهم المفضلة دون خوف أو تهديد.
ختامًا نؤكد أن حماية الأطفال من التحرش الجنسي هي مسؤولية مجتمعية وأخلاقية وقانونية لا يمكن التهاون فيها أو التساهل مع مرتكبيها ويجب على العدالة أن تأخذ مجراها وأن يتم إنزال أقصى العقوبات على هؤلاء المجرمين لكي يكونوا عبرة لغيرهم ولكي يشعر أطفالنا بالأمان والثقة في المجتمع الذي يحتضنهم فجيل اليوم هو قادة المستقبل وحمايتهم هي حماية لمستقبلنا جميعًا.
تعليقات
0