أش واقع تيفي / الجديدة
الجديدة – تحقيق خاص: بينما تتزين واجهات المتاجر وتزدحم شوارع مدينة الجديدة بالمارة، يتستر واقع مظلم يتنامى تحت غطاء تطبيقات إلكترونية ومواقع تجارية، أبرزها منصة “ماساج” هذه المنصات التي يفترض أنها مخصصة لخدمات التدليك والاسترخاء، تحولت في غفلة من الرقابة إلى أوكار رقمية للدعارة واستغلال القاصرين، حيث تُعرض “خدمات جنسية” صريحة تحت ستار زائف، بينما شبكات منظمة تنشط في وضح النهار مستفيدة من صمت مطبق من الجهات المعنية.
في تحقيق ميداني جريء، كشفت جريدة “آش واقع TV” عن خبايا هذا العالم الخفي الذي ينشط بقوة عبر تطبيقات تبدو بريئة في ظاهرها هذه التطبيقات، بدلا من أن تكون وسيلة لتقديم خدمات مشروعة، أصبحت أداة لتسهيل عمليات استدراج الزبائن وربط علاقات غير شرعية ضمن شبكات دعارة واسعة تضم نساء من جنسيات مختلفة، مغربيات وأفريقيا جنوب الصحراء على حد سواء لكن الأخطر من ذلك هو التوجه المقلق لهذه الشبكات نحو استهداف القاصرين والقاصرات، حيث تدار بعض الحسابات بأسلوب احترافي لإغراء هذه الفئة الهشة واستغلالها بشكل بشع دون أدنى شعور بالمسؤولية أو خوف من العقاب.
مدينة الجديدة، وبشكل خاص محيط محطة المسافرين، أصبحت مسرحا فاضحا لهذه الممارسات هنا تصطف سيدات يتظاهرن بأنهن سمسارات في كراء المنازل المفروشة رغم أن هذه الحرفة غير قانونية لكن الجهات المعنية لم تحرك ساكنا، لكن التحقيقات الميدانية وتقاطع شهادات العديد من سكان المنطقة يكشف عن الدور الحقيقي لهؤلاء النسوة كوسطاء رئيسيين في شبكات الدعارة يقمن بتوفير شقق مفروشة مجهزة سلفًا لهذه الأنشطة المحرمة، في ظل تواطؤ أو على الأقل لا مبالاة مثيرة للقلق من بعض العناصر الأمنية المحلية.
لم يعد الشارع العام في الجديدة ملاذا آمنا، هذا ما أكده العديد من المواطنين الذين عبروا عن سخطهم واستيائهم العميق من استفحال هذه الممارسات العلنية تطبيقات “المساج” تحولت إلى ساحة افتراضية لتبادل العروض الجنسية، حيث يتم الاتفاق وتنسيق المواعيد في غضون دقائق معدودة عبر رسائل سرية داخل التطبيق ومع الغياب التام لأي خطوات ملموسة لمراقبة هذه المنصات الرقمية وفرض القانون، أصبح الأطفال والمراهقون هدفا سهلا لهذه الشبكات الإجرامية.
تتفاقم الخطورة أيضًا مع استغلال المنازل المفروشة المتواجدة في قلب الأحياء السكنية الهادئة لتصريف هذا النشاط المشين هذا الأمر يحول تدريجيا بعض الأحياء التي كانت آمنة وهادئة إلى بؤر للانحراف وتهديد حقيقي للأمن الاجتماعي وراحة السكان يتساءل العديد من المراقبين والمتابعين للشأن المحلي بمرارة: هل تنتظر السلطات المحلية والأمنية وقوع كارثة أو فضيحة مدوية تهز أركان المدينة حتى تتحرك؟ وهل أصبح غض الطرف عن هذه الظواهر جزءا من الواقع المفروض على سكان المدينة؟
إن ما يحدث في الجديدة ليس مجرد انحراف أخلاقي بسيط، بل هو جريمة مجتمعية مكتملة الأركان، تتداخل فيها عمليات التغرير بالقاصرين واستغلال النساء وتطبيع الدعارة تحت مسميات زائفة ومضللة، كل ذلك يحدث وسط غياب شبه تام لتدخل رادع من الأجهزة المختصة وعليه، فإن الأصوات تتعالى بشكل متزايد للمطالبة بفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه القضية، ومحاسبة كل من يتورط في هذه الشبكات الإجرامية، سواء بفعله المباشر أو بصمته المشبوهة، وذلك حفاظًا على أمن وكرامة سكان المدينة ومستقبل أجيالها الصاعدة إن السكوت عن هذه الجرائم هو بمثابة مشاركة فيها، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع لوضع حد لهذا الاستهتار بالقانون والأخلاق.
