تافراوت: “القروانية” تجمع النخب الفكرية والأكاديمية والفعاليات الجمعوية والمنتخبين بأملن

عبد الغني أيت أحمد السبت 9 أغسطس 2025 - 13:30

في إطار فعاليات الجامعة القروية محمد خير الدين، ضمن الدورة الـ17 لمهرجان تيفاوين، احتضنت جماعة أملن مساء الجمعة 8 غشت الجاري محاضرة فكرية حول موضوع “القروانية: مقاربات متقاطعة”، وذلك في نسختها الحادية عشرة.

افتتحت الجلسة بحضور الحسين الإحسيني رئيس جمعية فيستيفال تيفاوين، عبد الله غازي برلماني عن إقليم تيزنيت، ياسر شهمات نائب رئيس المجلس الإقليمي، وعبد الرحمان حجي رئيس جماعة أملن، فيما تولى تسييرها محمد الكارح عضو جمعية المهرجان.

وأكد المتدخلون أن مهرجان تيفاوين اختار منذ سنوات جعل الفنون القروية في صلب اهتماماته، انسجاماً مع المحيط السوسيو-ثقافي والطبيعي لمجال أملن في قلب الأطلس الصغير. وتوّج هذا التوجه سنة 2025 باختيار موضوع “القروانية” — المقابل العربي لمصطلح “Ruralité” — محوراً للنقاش العلمي ضمن الجامعة القروية.

قروانية الهوامش المعاصرة

عرفت الجلسة العلمية الأولى مداخلة حول “قروانية الهوامش المعاصرة”، قدمها الباحث في علم الاجتماع محمد مهدي وأدارها الدكتور الحسين بويعقوبي من جامعة ابن زهر. وعرّف المشاركون “القروانية” كنمط حياة يميز المجالات القروية أو الريفية، بما تحمله من خصوصيات عمرانية وثقافية ولغوية، وعلاقة خاصة بالزمن والطقس، ورؤية جماعية للعالم، في إطار بنيات سياسية واجتماعية وثقافية غالباً ما توصف بـ”التقليدية”.

وأشار النقاش إلى أن المجال القروي، وإن تميز تاريخياً بكثافة سكانية منخفضة وغلبة الطابع الغابوي والأنشطة الفلاحية والرعوية، فإنه بات اليوم يعرف تقاطعات مع المجال الحضري، منتجاً أشكالاً جديدة من التداخل يصعب تصنيفها.

التاريخ والتحولات

الجلسة العلمية الثانية، بعنوان “العالم القروي في المغرب: التاريخ والتحولات واستراتيجيات التنمية”، شهدت مداخلات لأحمد بومزكو (باحث في التاريخ)، وخاليد قوبع (باحث في التنمية الترابية)، وعبد اللطيف بوفوس (باحث في الجغرافيا)، وأدارها الأستاذ محمد بنيدير.

وتطرق المحاضرون إلى التحولات التاريخية التي شهدها المغرب، حيث كان إلى حدود منتصف القرن العشرين يغلب عليه الطابع القروي قبل أن يتراجع تدريجياً بفعل التأثيرات الاستعمارية وما تلاها من تحولات اقتصادية واجتماعية. وأظهرت معطيات الإحصاء العام للسكن والسكنى لسنة 2024 أن 23 مليون مغربي يعيشون في المجال الحضري مقابل 14 مليون في الوسط القروي، في منحى يتماشى مع التوجه العالمي نحو التحضر، والمتوقع أن يصل إلى 60% من سكان العالم بحلول 2030.

كما ناقش المتدخلون ظاهرة “ترييف المدن” مقابل “تمدين الأرياف”، وأثر هذه التحولات على الهوية القروية، مؤكدين أن التحدي يكمن في استثمار خصوصيات القروانية في سياسات التنمية، وطرح تساؤلات حول مستقبلها: هل يمكن أن تنتهي القروانية التقليدية لتحل محلها أشكال هجينة تستوعب الديناميات الحضرية والاقتصادية والاجتماعية؟

فضاء للتلاقي والتفكير

تأتي هذه الجلسات الفكرية في سياق رؤية مهرجان تيفاوين لجعل الثقافة القروية موضوع بحث أكاديمي وحوار مفتوح بين النخب الفكرية والأكاديمية والفاعلين الجمعويين والمنتخبين، في سبيل تعميق الفهم لمجال القرية بما يختزنه من تاريخ، وغنى تراثي وطبيعي، وفرص تنموية واعدة.

 

تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Google News تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

السبت 9 أغسطس 2025 - 16:07

أدلة قاطعة تنفي علاقة مستشفى سيدي قاسم بفيديو الأدوية منتهية الصلاحية

السبت 9 أغسطس 2025 - 14:12

“أولمبياد تيفيناغ” بأملن.. منصة لتكريم المتفوقين وترسيخ حضور الأمازيغية في المدرسة المغربية

"أحواش أفاوزور" يضيف نكهة فنية جديدة لموسم مولاي عبد الله 2025
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 - 12:36

“أحواش أفاوزور” يضيف نكهة فنية جديدة لموسم مولاي عبد الله 2025

معرض الفرس بالجديدة يحتفي بالتراث: ندوات دولية تناقش رعاية الخيل في دورته السادسة عشرة
الإثنين 4 أغسطس 2025 - 21:23

معرض الفرس بالجديدة يحتفي بالتراث: ندوات دولية تناقش رعاية الخيل في دورته السادسة عشرة