أش واقع تيفي / هشام شوراق
تستعد الشاشة المغربية لاستقبال عمل سينمائي واعد يعد بتغيير خريطة التلقي الجماهيري، وهو فيلم “عائلة فوق الشبهات”، أحدث إنتاجات شركة “سبيكتوب” التي تديرها فاطنة بن كيران، ويحمل توقيع المخرج المقتدر هشام الجباري. يتميز هذا الفيلم بجرأة نوعية في المزج بين الكوميديا السوداء والتشويق الحاد، حيث ينطلق من معالجة سينمائية تطرح تساؤلات عميقة حول عالم الاحتيال والمظاهر الاجتماعية الزائفة التي تعشش في المجتمع المعاصر.
يروي الفيلم قصة عائلة مغربية تتقن فن التمويه وتظهر للناس بمظهر العائلة المثالية الراقية، لكن خلف هذا البريق تختبئ سلسلة محكمة من عمليات النصب المشبوهة. تبدأ الأحداث في التصاعد والتعقيد عندما تتورط هذه العائلة في عملية احتيال فاشلة، لا تجرها فحسب إلى الفشل المادي، بل تضعها في مواجهة مباشرة مع خطر وجودي يمثله عالم المافيا. ومن هنا، تبدأ سلسلة من المواقف المتوترة والساخرة في آن واحد، تدور بين محاولات يائسة للهروب والتمويه، والمحاولات المضنية للنجاة من تبعات ماضٍ صنعوه بأيديهم.
ولضمان نقل هذه الدراما الاجتماعية المشوقة بأعلى درجات الإتقان، جمعت “سبيكتوب” نخبة من ألمع الأسماء في الساحة الفنية المغربية. يتقدم طاقم الممثلين فنانون من العيار الثقيل مثل عزيز داداس ومجدولين الإدريسي، بالإضافة إلى وجوه فنية بارزة تشمل سارة بوعابد، أيمن رحيم، رفيق بوبكر، نفيسة بنشهيدة، نبيل عطيف، أمال الثمار، نهال السلامة، طارق بادر، عدنان سيلفر، لبنى الجوهري، حسان بدور، فاطمة ناجي، إدريس ديوري ومحمد فاتح، ما يعد بتنوع وغنى في الأداء يخدم القصة المتشعبة.
من خلال “عائلة فوق الشبهات”، تؤكد شركة الإنتاج سعيها لتقديم تجربة سينمائية مغربية جديدة ومختلفة، تُثري المشهد الفني عبر دمج الإثارة الذكية بالضحك النابع من واقع الحياة اليومية، في معالجة سينمائية تُشرّح القيم الأسرية والصدق الاجتماعي. يعد الفيلم وعداً بجرعة مكثفة من الترفيه والفكر، ويقدم صورة مرآوية صادقة للمجتمع، تذكرنا بأن الحكم على المظاهر قد يكون دائمًا “فوق الشبهات”.
تعليقات
0