حين يهرب المعلم من الخوف: عنفٌ وصمتٌ رسميٌّ يحوّلان سكن الأستاذ إلى فخٍّ للرعب في أعالي الجبال

خلية التحرير الأربعاء 12 نوفمبر 2025 - 10:45

أش واقع تيفي / هشام شوراق – أغبالة

في فضيحة مدوية تضرب عمق المنظومة التعليمية في المناطق النائية، غادرت أستاذة اللغة الفرنسية بـمؤسسة “تَاعَدْلُونْت” قسراً وعلناً، بعد أن وصلت إلى مرحلة الانهيار نتيجة تعرضها للعنف النفسي واعتداءات متكررة على سكنها الوظيفي. هذه الحادثة ليست مجرد مغادرة وظيفية، بل هي جرح مفتوح يكشف هشاشة الحماية الأمنية والإدارية لأطر التدريس.

جحيم الاعتداءات وسكون الأجهزة الأمنية، تكشف مصادر من عين المكان أن البيت الوظيفي للأستاذة كان هدفاً لاعتداءات ليلية متكررة من قِبل شخص “تعرف هويته” الكارثة تكمن في أن الأستاذة المغلوبة على أمرها “وضعت شكاية لدى مصالح الدرك الملكي بأغبالة، وأبلغت الجهات المعنية بهوية المعتدي”، ورغم ذلك لم يتحرك شيء، وبقيت تحت رحمة الخوف والاضطراب، ما دفعها إلى الفرار حفاظاً على سلامتها.

سؤال حارق للدرك الملكي بأغبالة، هذا التقاعس يضع مصالح الدرك الملكي التابعة لمنطقة أغبالة في قفص الاتهام. كيف يمكن لشكاية واضحة مدعومة بهوية المعتدي – حسب المصدر – أن تُقابل باللامبالاة؟ وهل يغدو الأمن حقاً منقوصاً في هذه المناطق؟ مصير الأستاذة وشكايتها يمثلان اختباراً حقيقياً لمدى فعالية الأجهزة الأمنية في تطبيق القانون وحماية المواطنين، خاصة موظفي الدولة المكلفين بالخدمة العمومية.

خسارة التعليم وثمن الخيبة الإنسانية: القضية تتجاوز الإطار الأمني إلى الخسارة التعليمية الموجعة، فتلاميذ “تَاعَدْلُونْت” وجدوا أنفسهم فجأة دون أستاذة للغة الفرنسية، ليُضافوا إلى ضحايا الـ “هدر” التعليمي الناتج عن الإهمال الإداري والأمني، أما الأستاذة فقد غادرت وهي تحمل خيبة عميقة من واقع لم ينصفها، ومن مؤسسات لم تستطع حماية كرامتها المهنية.

المنظومة التربوية مهددة في الصميم، قصة هذه الأستاذة ما هي إلا مرآة لما تعانيه الأطر التعليمية في المناطق النائية من هشاشة أمنية ونفسية فالرسالة التربوية النبيلة تُصبح مهددة في معناها العميق، حين “يشعر المعلم بالخوف في بيته”، مما يضرب أسس العمل التربوي في الصميم ويدفع الكفاءات إلى الهروب.

أين دور الإدارة والشركاء الاجتماعيين؟ المؤسسة تقف اليوم بلا حلول، وتُطرح أسئلة حول الأطراف الأخرى: ما هي الخطوات التي قام بها مدير المؤسسة لضمان سلامة أطرته؟ وما هو دور جمعية أمهات وآباء التلاميذ في الوقوف بجانب الأستاذة لحماية مستقبل أبنائهم؟ التضامن البارد وحده لا يكفي، بل يجب أن يتحول إلى ضغط إداري وقانوني فعال.

كرامة المدرس بين المطرقة والسندان: “تَاعَدْلُونْت” هي نموذج لمنطقة يُترك فيها المعلم وحيداً في مواجهة الخطر، فمتى ستعلو كرامة المدرس لتكون فوق كل اعتبار، لضمان أن يبلغ رسالته بأمان وسلام؟ الإجابة عن هذا السؤال تظل معلقة على شماعة الإجراءات الأمنية والإدارية الغائبة.

مطالب فورية بـ “جراحة أمنية وإدارية” إن الحل لا يكمن في سد الخصاص بـ “أستاذة جديدة”، بل في “جراحة أمنية وإدارية” تضمن محاسبة المعتدي، والتحقيق في تقاعس الدرك الملكي بأغبالة، وإعادة الثقة للمنظومة بأن كرامة وسلامة أطرها ليستا مجالاً للمساومة أو التهاون.

تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Google News تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من أش واقع على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 17:32

بيان ناري” من “AN DEPM”: مديرو الابتدائي بالجديدة يفضحون اختلالات التعليم ويطالبون بتدخل حميد

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 - 16:48

الجديدة تدق ناقوس الخطر: غضب اجتماعي يتصاعد مطالب بفتح تحقيق شامل في تدبير الشأن المحلي

الأحد 9 نوفمبر 2025 - 11:29

المستشار “أحمدو ادبدا” يشيد بالقرار الأممي الناتج عن الدبلوماسية الملكية الحكيمة

السبت 8 نوفمبر 2025 - 16:26

ناقوس الخطر يدق في الجديدة: “السكتة القلبية” تخطف رجلين في أقل من 24 ساعة.. مطالبات بتحرك صحي عاجل!