آش واقع
انتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوثق لجريمة في حق الإنسانية، بترك سيدة متوفاة من دون دفن وبآثار الدماء على جسدها، وفي غياب تام للأطر الطبية بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة.
وفي السياق، يظهر الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد للإهمال الطبي، بل واللاإنساني في حق سيدة مغربية من الصويرة، بالمستشفى المذكور، وهي مستلقية على سرير المستشفى، لا تحرك ساكنا، حسب ما يظهر أنها متوفية وبدمائها “شبعانة موت”، و”مزال بالإبرة ديال السيروم”، وكما أفاد بذلك مصور الفيديو الذي يقول أنه أخ الضحية، والذي علق بأنها توفيت منذ ساعات طويلة، أي في اليوم الذي سبق التصوير، والمسؤولون في غياب تام، “لافرملي ولاطبيب”، فيما لم يكشف عن أسباب الوفاة، هذا إن لم يكن الإهمال أبرزها.
وقد أثار هذا المشهد المؤلم الذي يوثقه المقطع المتداول، لسيدة تنحدر من جماعة أمكراد، وفق مصادر محلية، سخط المغاربة على الوضع الذي آل إليه المواطن المغربي، والذي يعاني حتى بعد وفاته، فالمستشفى المعني لم يكرم الراحلة حتى بدفنها أو إيداعها بالثلاجة الخاصة بالموتى بمستودع الأموات، خصوصا في ظل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة بالمملكة.
كما تجدر الإشارة أنها ليست المرة الأولى التي تفجر فيها فضيحة من هذا النوع بمستشفى سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة، بل سبقتها حالات وفيات عدة كان سببها الإهمال، أفضعها وفاة طفلة بلدغة أفعى بعد تأخر الإسعاف لساعات الى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، وحالة أخرى لسيدة توفيت بنفس المستشفى وهي حامل بسبب الإهمال الطبي أو كما يسميه بعض النشطاء ب”الإهمال المؤدي الى الموت”، واللائحة طويلة لعدد ضحايا الإهمال الطبي وعدم المسؤولية.
ولأننا في آش واقع نغطي الخبر ونعري الواقع، صرح لنا مصدر من عين المكان أن الوضع بالمستشفى جد مزري، لا من حيث الأطر الطبية التي تعد على رؤوس الأصابع، ولا تواكب متطلبات ساكنة بحجم إقليم الصويرة، أو من حيث التجهيزات، أما عن المحسوبية والزبونية فحدث ولا حرج، وضع أخلاقي متدن يعيشه المستشفى، فساد في التسيير، مقايدات، جنس وأمور أخرى سنتطرق اليها في مقالات قادمة، إن لم يتم تدارك الوضع، والنهوض بهذا القطاع الحيوي بالإقليم، بمستشفى يحمل اسم “محمد بن عبد الله” ولا يستطيع حتى إكرام موتاه بدفنهم.
التعليقات مغلقة.