عاش الشاب المغربي يوسف أعطار، البالغ من العمر 24 عامًا، تجربة استثنائية بين عامي 2019 و2023، إذ خاض معركة طويلة مع المرض، انتهت بانتصاره بفضل دعم عائلته، وخصوصًا والدته التي كانت بمثابة صديقة وأخت له في أصعب الأوقات. إلى جانبها، كان والده السند القوي الذي لم يتخلَ عنه يومًا وما زال رفيقه في مسيرة الحياة.
كانت نقطة التحول الكبرى في حياة يوسف هي العملية الجراحية التي أجراها في المستشفى الجامعي ابن رشد، تحت إشراف مدير المستشفى السيد بن غانم وفريق طبي استثنائي من فرع طب الكلى (رقم 31)، ضم الأستاذة غزلان مذكوري، الأستاذ المتيوي، الأستاذ زامت، الأستاذة الخياط، والدكتورة نجوى مقدام. هذا الفريق لم يكن مجرد أطباء بالنسبة ليوسف، بل كان عائلته الثانية، حيث رأى في الأستاذة مذكوري صورة الأم الحنونة لجميع المرضى، وفي الدكتورة نجوى مقدام أختًا كبيرة بثت فيه الأمان والثقة، بينما اعتبر الأساتذة الآخرين أشقاءه الكبار الذين دعموا رحلته إلى الشفاء.
يوسف، الذي أصبح محبوبًا بين أطبائه وأفراد الطاقم الطبي، لا يتعامل معهم كأطباء فقط، بل كعائلته التي ساعدته على مواجهة أصعب مراحل حياته. وهو اليوم يرفع راية الامتنان لهم من خلال فيلمه السينمائي الأول “دونيت”. استوحى يوسف اسم الفيلم من كلمة تعني “العطاء” بمختلف اللغات، لتكون رسالة شكر عميقة إلى والدته، التي تبرعت بوقتها وحياتها من أجله، وعائلته، والطواقم الطبية في المستشفى الجامعي ابن رشد، الذين اعتبرهم شركاءه في “ولادته” من جديد.
دونيت ليس مجرد فيلم، بل مشروع إنساني يعكس رؤية يوسف لتصحيح الصورة السلبية التي يحملها البعض عن الأطباء في المغرب. يبرز الفيلم الجانب الإنساني والجهود الجبارة التي يبذلها الأطباء، خاصة في فرع طب الكلى، ليعيد الاعتبار لهذه المهنة النبيلة.
يوسف، الذي يُصنّف اليوم ضمن أفضل رواد الأعمال الشباب لعام 2024 وفقًا لمجلة Forbes، وأول مخرج ومنتج مغربي شاب يقدم عملًا بهذه الرسالة العميقة، يواصل إلهام الجميع بفكرته الراسخة بأن “مهما كانت صعوبات الحياة، فكل شيء ممكن”.
كما أن يوسف، المحبوب ليس فقط بين أطبائه، بل أيضًا بين نخبة الممثلين ولاعبي المنتخب المغربي، استطاع أن يصبح رمزًا للشباب المغربي الطموح، الذي يحوّل التحديات إلى فرص، ويؤكد أن الدعم والإصرار يمكن أن يغيرا مسار أي إنسان.
“يوسف أعطار”، اسم يحمل في طياته قصة أمل وشجاعة، ويذكّرنا جميعًا بأن الحياة قد تهدينا دومًا فرصة جديدة، إن آمنا بها وعملنا لأجلها.