أش واقع تيفي / هشام شوراق
الجديدة، المغرب – اهتزت مدينة الجديدة في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس 25/09/2025 على وقع مأساة إنسانية جديدة، بعد أن عثرت أم على جثة ابنها معلّقة بنافذة منزل الأسرة حادثة وفاة الشاب البالغ من العمر 39 سنة والذي كان يعاني من اضطرابات نفسية حادة بعد عودته من أوروبا، لم تكن مجرد قضية فردية، بل أزاحت الستار عن واقع مرير وفاضح لمعضلة الصحة النفسية بالإقليم الجديدة والتي تجد صداها في “مستشفى الأمراض العقلية” بالمدينة.
إن هذه الفاجعة تعيد إلى الواجهة الصورة الكارثية للمؤسسة الصحية الوحيدة المخصصة للأمراض النفسية والتي وصفها متتبعون بـ”لا مأوى لا مركز للعلاج” فالواقع المأساوي يتحدث عن فضاء تُسيطر عليه الفوضى واللامبالاة ويُفتقر لأبسط مقومات العلاج، إذ يغيب عنه الأطباء، وتُشكل الأوساخ والروائح الكريهة جزءاً من يوميات المرضى.
وقد كشفت مصادر متطابقة عن خروقات صادمة داخل هذا المستشفى، حيث يُقال إن الوجبات المخصصة للمرضى والمشردين تُسلب منهم من قبل بعض الموظفين، في ممارسات مشينة لا تحترم كرامة الإنسان بل إن الأمر يتجاوز الإهمال إلى الفساد، حيث يجد المرضى وأسرهم أنفسهم في مواجهة “مؤسسة للموت”، فالبعض يدخل إليها بحثاً عن الأمل، ليخرج منها جثة هامدة أو بحالة صحية متدهورة، في ظل غياب تام لأي مراقبة أو محاسبة.
وبينما باشرت السلطات الأمنية تحقيقاً في الحادث، ووجهت جثة الهالك نحو مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس لإجراء التشريح الطبي، تبقى المسؤولية الكبرى مُلقاة على عاتق الجهات الوصية التي تركت مستشفى الأمراض العقلية بالجديدة يتحول إلى بؤرة للإهمال والتسيب، في ظل صمت مُريب وتجاهل مقصود لكل هذه الخروقات التي يمارسها من لا ضمير لهم، دون احترام لأرواح الناس أو معاناتهم.