مقال رأي / مريم فساحي
المدرسة العمومية و المدرسة الخصوصية، من سيربح الرهان؟
يعاني المجتمع المغربي و في صمت من عقدة المدرسة العمومية و التجائهم إلى المدارس الخاصة مجبرين. لقد أصبحت المؤسسات الخاصة ملاذا ليس فقط للفئة الميسورة كما عهدنا و إنما حتى الفئات متوسطة الدخل و يرجع هذا إلى تراجع المنظومة التعليمية بالمغرب.
أصبحت المدارس الخاصة تتوغل في ساحة التعليم المدرسي وتصبح بديلا عن المدرسة العمومية بسبب فشل هذه الأخيرة. فلم يعد تمدرس الأبناء في مدارس خاصة ترفا اجتماعيا وإنما ضرورة ملحة، في ضل غياب المراقبة و محاسبة أساتذة التعليم العمومي.
فالأباء أصبحوا يستثمرون أموالهم من أجل تحصيل أبنائهم تعليم جيد و في المستوى بغض النظر عن قدرتهم الإقتصادية خصوصا و أنه أصبحنا نلمس التفوق الدراسي ما بين تلاميذ التعليم الخصوصي و التعليم العمومي. فالتلميذ النجيب هو من يختار المسلك العلمي. لتبقى مسالك الآداب والعلوم الإنسانية طوابير انتظار لمن لم يحالفه الحظ في الرياضيات والفيزياء.
لهذا نجد المدارس الخاصة تراهن على علمية مناهجها ومقرراتها وترفع شعارات تمجد التوجهات العلمية بل وتتاجر أحيانا بهذا و خصوصا أنها أبانت عن تفوقها في حقل تدريس العلوم.
نحن إذن أمام تنام مفرط للتعليم الخاص على حساب التعليم العمومي المجاني، و لكن السؤال هو إلى متى؟ و ما هو مآل الأسر و الفئة الهشة التي لا يمكنها أن تلبي الحاجيات الضرورية للحياة فما بالك بالتعليم الخصوصي.
إن هذا الوضع الكارثي الذي تعرى بداية هذا الموسم الدراسي، قد ساهم في خلق نقاش حول وضعية المدرسة العمومية في مستويات متعددة ، بدءا من إطلاق حملات فايسبوكية للدفاع عن عمومية التعليم ومجانيته وصولا إلى احتجاجات شهدتها عدد من المدن المغربية وخاصة في الإعداديات والثانويات. و في الأخير نتمنى من الحكومة الجديدة أن تسلط الضوء على مجانية التعليم و تحرص على نجاعته لأنه و ببساطة إن صلح التعليم صلح المجتمع و صلح الوطن كله.
الرهان للخصوصي.
و الضحية التلاميذ و الأسر الفقيرة و المتوسطة الدخل.
مدرسة العمومية فقدت اوجها