آش واقع تيفي/ بشرى العمراني
رجل صخري عبر المملكة، قادما من جنوبها إلى شمالها، قاد فريق الحفر اليدوي للنفق الأفقي المؤدي الى الطفل ريان، متجردا من خودته، ومرتديا إنسانيته وبطولته، وبأدوات يدوية بسيطة، هو البطل علي الجاجاوي، الملقب ب”عمي علي الصحراوي”.
عملية حرجة تلت الحفر العمودي، قادها هذا الرجل الأسمر، مكتفيا بعمامته، وأنامل يده، قام عمي علي المتخصص في حفر الآبار والمغارات، الرجل ذو 68 سنة، بقيادة أصعب عملية إنقاذ في تاريخ المغرب، وكان على رأس عملية الحفر الحساسة، التي استغرقت ساعات طويلة، دون توقف وبشكل دقيق للوصول للطفل ريان، ساعات لم نستطع نحن الماكثون بمنازلنا تحملها.
على امتداد أكثر من 20 ساعة متواصلة، خاض “العم علي”، بمعية فريقه، مغامرة استثنائية، معرضين للخطر في أي لحظة، من أجل الوصول إلى الطفل الموجود في بئر قطره لا يتجاوز 35 سنتيمتراً، من الأعلى، و20 سنتيما باتجاه الأسفل، يمتلك خبرة واسعة في حفر الآبار بطرق تقليدية يدوية، تعود لأزيد من 30 عاماً.
بفضل إصراره وإيمانه الخالص بمهمته، الانسانية، قبل المهنية، نجح “عمي علي” في مهمة حفر النفق المؤدي للطفل ريان، قبل أن تتكلف عناصر الوقاية المدنية بإتمام العملية مرفوقة بطاقم طبي لنقل الطفل مباشرة بعد الوصول إليه.
ورغم فشل عملية إنقاذ ريان وهو على قيد الحياة، وانتشاله جثة هامدة، لفت هذا الرجل الأسمر أنظار العالم، وهو في فوهة المدفع تطوعيا، في حرب ضروس مع الزمن، وقد أشاد به كل متابعي الحدث المأساوي الذي أخذ اهتمام وتعاطف العالم بأسره، واعتبروه بطلا يستحق أوسمة، ورجل من رجالات هذا الوطن الذين يظهرون وقت الأزمات، فهنيئا لنا برجال من طينة عمي علي الصحراوي.
التعليقات مغلقة.