آش واقع تيفي/ مريم فساحي
على مر السنوات ظهر ارتباط المغاربة بـ”مادة الخبز”، وبرزت علاقة لها دلالات اقتصادية واجتماعية وتاريخية، بل وحتى سياسية، إذ لم تكن دائما الزيادة في هذه المادة الحيوية تمر بشكل سلس.
على الصعيد الوطني، تعرف الأيام الحالية زيادات في ثمن بعض أنواع المواد الغذائية في مناطق مختلفة عبر ربوع المملكة؛ زيادات تلقاها المستهلك باستهجان كبير لأنها تضر بقدرته الشرائية.
محسن بنزاكور، المختص في علم النفس الاجتماعي، قدم في قراءته لعلاقة المغاربة بالخبز “حقيقتين”، الأولى اقتصادية تتمثل في كون “ الأسر المغربية تعيش على “السميك”، والثانية علمية ترتبط بـ”قدرة الخبز على منح الإحساس بالشبع”، متحدثا عن “الإسقاطات النفسية لهذين المعطيين”.
وقال بنزاكور من خلال تصريح لـ”آش واقع تيفي”، إن الخبز إذا ما زاد ثمنه يحس المغربي بأن الأمر يؤثر على استقراره، بل ويجعله مباشرة يفكر في المجاعة”، خاصة أن ذاكرة المواطن أنثروبولوجيا، تعود إلى أحداث تاريخية عاش فيها مثل هذه الأزمات، كتلك المظاهرات التي حدثت في ثمانينيات القرن الماضي.
وتابع نفس المتحدث: “حتى السياسي المغربي تربى على الحذر من الزيادة في ثمن الخبز ولا يغامر بهذه الزيادة”.
أما عن التداعيات الاقتصادية المحتملة لقرار تطبيق جواز التلقيح فقال الأستاذ “بنزاكور” إنه لن تكون لها أي تأثير يُذكر باعتبارها تقتصر على العاملين في القطاعات المُهيكَلة التي تضم قطاع الإدارة العمومية، والقطاع الصناعي النظامي فيما لا تؤثر على باقي القطاعات كالفلاحة والصناعة التقليدية والخدمات، حسب رأي الأستاذ.
وأوضح بنزاكور أن مشكلة حكومة عزيز أخنوش الأساسية حاليا لا تتمثل في جواز التلقيح، وإنما في مشكلة الجفاف وتداعياته، إذ تهم 45 بالمائة من سكان المغرب المتواجدين في البادية التي تضم 45 بالمائة من السكان الناشطين في البلاد.
وتابع بنزاكور، بدوره انخفاض الموارد المائية للبلاد يهدد بالعطش مجموعة من المناطق، ما يجعل مسألة الحريات المرتبطة بجواز التلقيح أمرا “جزئيا وبشكل كبير” بالمقارنة مع خطورة الوضع.
ويرى بنزاكور، أن “الفايسبوك”، يكون له تأثير كبير على الواقع، لكن في حالة مطابقة ما يقال وما يروج في صفحاته للواقع، بمعنى، حتى إن كانت الفكرة صادقة والدعوة صادقة، فلابد أن تتظافر هذه الدعوة مع مراحل تاريخية معينة وسياق سياسي واقتصادي معين، مؤكدا أن “الراهنية والمصداقية والواقعية شرط أساسي للحشد والتأثير والتوجيه.
التعليقات مغلقة.