آش واقع / مريم فساحي
أربعون يوماً من الفراق والحزن مضت على رحيل الطفل ريان. بطل الإنسانية، فبأي كلمات نرثيك؟ وبأي دمع نبكيك؟ لقد خرجت يا ريان من دنيانا وأنت الآن بين يديْ الرحمن الرحيم، لكنك لم تخرج من قلوبنا، وشهادة الناس فيك، هي أكبر حب وأكبر تشريف.
تابع عدد كبير من مستخدمي الإنترنت السباق مع الزمن الذي خاضته فرق الإنقاذ لخمسة أيام. وتدفق سيل من الرسائل بجميع اللغات على شبكات التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم، من المغرب العربي إلى العراق واليمن وفرنسا والولايات المتحدة.
ونذكر أن فرق الإنقاذ دخلت في ثغرة أفقية بعد ظهر السبت وواصلوا عملهم سنتيمترا تلو الآخر، وحفروا بأيديهم لتجنب أي انهيار أرضي. وعملت فرق الإنقاذ على إرسال الأكسجين والماء عبر أنابيب وزجاجات من دون التأكد من قدرة ريان على استخدامها.
وحدث مأساة ريان العالم العربي، وحّد بشكل واضح الطيف المغربي من القصر إلى مختلف القوى السياسية والاجتماعية والدينية، وانتهت باتصال من الملك محمد السادس بوالدي ريان يبلغهما فيه تعازيه وتضامنه.
ومضت الأربعون يوما من قسوة الفراق ولوعته، ووقع الفؤاد وحرقته على رحيل الطفل ريان الموجع الحزين الذي أثر في كل إنسان مهما كانت جنسيته أو ديانته. وتمر الايام والجرح مازال ينزف .. والقلب ما زال يبكي و الأم مكلومة و الأب مجروح على فقدان ابنه ….
أربعون يوما وكأنها الدهر بلا نهاية فهذا الفراق الأبدي الذي لا عوده منه أبداً .. أحقاً إنها الذكرى الأربعين لرحيل الطفل ريان البطل الذي وحد الشعوب و علمنا معنى الإنسانية من جديد. فارقنا ريان البطل …. وياله من فراق يدمي القلب والعين والفؤاد .. ..ولكنها إرادة الله……
التعليقات مغلقة.