حتى لا ننسى.. محمد رمزي تارضا فنان مسرحي مسار حافل ورحيل في الظل +فيديو
أش واقع تيفي- متابعة
محمد رمزي تارضا بن الميلودي بن محمد تارضا وخديجة بنت بوشعيب رمزي. ولد سنة 1945 بدرب الحبوس الدارالبيضاء. تلقى دراسته الثانوية بثانوية الفداء درب السلطان، التحق بعدها بمدرسة “جيل فيري” كمعلم ثم بمدرسة اليوسوفية الحرة في درب الطلبة، وكان هذا في مستهل ستينيات القرن الماضي وهي الفترة التي أسس فيها جمعية “السهم الذهبي للمسرح والمنوعات” وقدم من خلالها العديد من الأعمال المسرحية تأليفا، إخراجا وتمثيلا من بينها:
(بوفردة العسكري) – (بنت اللبان) – (هادي والتوبة ) – (الكونجي) و(المدرسة السيئة) التي لاقت نجاحا كبيرا وشهرة واسعة حين قدمها الفنان المرحوم محمد بن ابراهيم بعنوان (حماقة) وهي نفس فكرة مسرحية (مدرسة المشاغبين) لعادل إمام التي لن تظهر إلا بعد 30 سنة من مسرحية محمد تارضا.
نظم المرحوم تارضا عددا وفيرا من السهرات والحفلات الفنية داخل وخارج المغرب، كما عرف مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد فترة زاهية على يديه حين كان مديرا له. من بين المجموعات الموسيقية التي اشتغلت بمعيته: (ناس الغيوان) – (جيل جيلالة) – (المشاهب) – (إزنزارن) – (حميد الزاهير) – (فاطنة بنت الحسين) -(محمد ارويشة)… كما مثلت إلى جانبه نخبة متميزة من نجوم المسرح المغربي: محمد بن ابراهيم، عبد العظيم الشناوي، محمد برادي، مصطفى التومي، حميد زيدان، محمد إيرجا، نعيمة الصبار… ثم شقيقه عبد الكريم تارضا الذي قدم بمعيته مسرحيات: (بنت اللبان) – (كاتب خاطرو) و(المدرسة الفاسدة) .
بعد أن ركدت الحركة الفنية وقلت ظاهرة السهرات والحفلات العمومية بحكم القرصنة وانتشار أشرطة الفيديو ثم الأقراص المضغوطة CD و DVD تأثر كثير من شركات الإنتاج ووكالات الحفلات ومنها جمعية “السهم الذهبي” إلى درجة التوقف، اضطر معها محمد تارضا إلى الاشتغال سائق طاكسي صغير بالدار البيضاء، إلى أن أجبرته الظروف على الانتقال إلى الجديدة والاستقرار بها سنة 2019 في رقم 13 زنقة عبد الله غالب جنب دار الشباب البريجة بدرب الهلالي، دون أن يعلم أحد من رجال الإعلام ولا الفن أو الثقافة حتى بوجوده بالجديدة.
فجعله ذلك يحس بالوحدة وبنكران وإهمال الجميع له، مما أثر عليه نفسيا وصحيا. ومما زاد في الطين بلة، فقدانه لابنه الثاني “أمين” بحادث سير في 30 يناير سنة 2021 ولما يتجاوز عمره 26 سنة، الشيء الذي هدّ السي محمد عن آخره وأقعده الفراش، ولم يعد يتنقل إلا على كرسي متحرك يدفعه به ابنه البكر عادل وهو أيضا ممثل وفاعل جمعوي نشيط (32 سنة) – لم يرزق السي محمد إلا بهاذين الولدين.
كان من المقرر تكريم الفنان محمد رمزي خلال حياته في الدورة الحادية عشرة الحالية لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة (نوفمبر 2022) لكن قضاء الله كان أسبق وأكرم حيث لبى الفنان محمد تارضا رمزي نداء ربه يوم الخميس 07 يوليوز 2022- بعد 10 أيام من ذلك هذا اللقاء. رحمه الله وغفر إليه وأسكنه فسيح جناته
من قلم. الناقد السينمائي خالد الخضري
نورس البريجة
التعليقات مغلقة.