اش واقع – أسامة بوكرين
يخوض “رجال الحموشي” حرباً طاحنة على قنوات تسلّل المخدرات إلى داخل التراب الوطني، خصوصاً تلك “الثُقَب” التي تعتمد عليها مجموعة من عصابات التهريب في “الجارة” من أجل توسيع قاعدة نشاطاتها الإجرامية على الحدود مع المملكة الشريفة.
فغيرَ بعيد عن “ملف القرن” الحقيقي الذي وجد معه عدد من المسؤولين والموظفين في أجهزة حسّاسة نفسهم يواجِهون تهماً ثقيلة سيخوضون حرباً طويلة من أجل الدفاع عن ذمّتهم الأخلاقية والمالية في مواجهتها، -غير بعيد عن هذا- أُجهِضت في فاتح هاتِه السنة التي نتمناها سعيدةً بمواجهة رُعاة الفساد والمال الحرام، عملية ضخمة لمحاولة تهريب شحنة كبيرة من المخدرات والكوكايين كانت متوجّهة إلى المغرب كما جاء في بلاغ مديرية الأمن.
إن ترعرع الأموال بطريقة مشبوهة لم يعد شيئاً سهلاً في المغرب يمرّ بدون حساب ولا عقاب، وهذا واضِح جداً من خلال أسماء المتابعين في قضية “إسكوبار الصحراء”.
سيكون على من أراد اختيار طريق “المال الحرام” سواءً في السياسة أو طُرُق الاغتناء غير المشروع أن يرى ما عاقبة أولئك الذين كانو قبل أسبوعين فقط يجلسون على “كراسي من ذهب” فوق رأس مؤسسات منتخبة يحرّكونها كما يشاؤون لصالِح “أعمالهم” التي من المنتظر أن يبرّروا قذارتها من عدمها.
لكن يبقى السؤال مع كل هذا.. إلى أي حدٍ وصلت أموال المخدرات القذرة ؟ والسؤال الأكبر من هذا أي تأثير كان لهاتِه الأموال على الحياة العامة وكيف “ترعَرعت” إلى أن أصبحَ أصحابها ذوو نفوذٍ وجاهٍ كبيرين وفي مناصب عليا من المسؤوليات الانتخابية المحلية والجهوية والوطنية.
ما كشفته مجهودات فِرق مكافحة المخدرات داخل جهاز الأمن الوطني وتحقّق فيه محاكم المملكة هو أن “أموال المخدرات تترعرع” والدولة فطِنت بهذا، وهي تسعى لحد هذا “التّرعرُع” حفظاً لهذا البلد الشريف من أي انفلاتٍ مشبوه.
والغريب أننا بعد أن كنا نواجه تجار مخدرات يلعبون في الحشيش من أدل استثمار أمواله في دول بعيدة عن الرقابة، المخيف أننا اليوم نواجه ملفات تمتد من شاحنات المخدرات إلى الفرق الرياضية والمؤسسات العمومية بشكل أصبح معه لا محيد عن محاربة الفساد أينما كان، فأينما وجد المال الكثير قد توجد المخدرات والاختلاسات.
فهي أموال المخدرات تترعرع إذن.
التعليقات مغلقة.