اش واقع – أسامة بوكرين
“واجَهوا النار بصدر مفتوح، فآرتقو إلى السماء شهداءً عند ربّ لا يظلم عنده أحد” بهذه الكلمات كان يجِب أن نستقبِل سيارات نقل الأموات التي جاءَت بجثِت ضحايا احتراق منزل في حي الزاوية 2 بمدينة سيدي قاسم.
شظايا لهيب نارٍ طارَت في السماء نحو “مرآب” به “مخزن مجهول” للأرائك كانت كافية لاحتراق منزل كامل ونقل 9 أشخاص على وجه السرعة إلى مستشفى سيدي قاسم وبعد ذلك نحو مستشفى السويسي بالرباط حيت لقيَ ثلاثة أشخاص حتفهم ولا زال أربعة شبّان يواجهون حرائقاً لا ذنب لهم فيها.
بعد أسبوع من محاولة التعافي من آثار الحروق، لفظَ ثلاثة شبّان أنفاسهم الأخيرة وهم يواجهون قلة الحاجة في اقتناء الأدوية بينما لا زال الأربعة الباقون يواجهون مصيراً مجهولاً في ظل ضعف العناية، يستفيقون في الصباح وهم محاطون بهواجِس الموت والعاهة والتشوّه.. كيف يمكن للمرء أن يعيش وسط كل هذا ؟
تُقطَف الأرواح بشكلٍ رهيبٍ وغريب.. ولا أحد يقول من المسؤول ؟
من المسؤول عن ظروف تخزين “البّونج” في “گراج” منزل خارج شروط السلامة ؟
مَن يحمي أرواحنا إذا كانت المسؤولية غائبة ؟ من يعيد لنا أصدقاءنا إذا كانت أرواحهم قد أُزهِقت باطلاً ؟
ومن سيقول “اللهم إن هذا منكر” في الوقت الذي لا زالَت أرواح عدد من الشبان في عمر الزهور عُرضة للخطر بعد إصابتهم بجروحٍ الله وحده قادِرٌ على علاجهم منها..
انتقل أسامة وعمر وزكرياء إلى السماء لكن السؤال الأكثر لا زال هو : من المسؤول ؟ ومن يتحمّل مسؤولية إزهاق أرواح شبّان في عمو الزهور ؟
وتعازينا الحارّة لأنفِسنا ولعائلات شهدائنا..
التعليقات مغلقة.