أسامة بوكرين
ابتكر حزب الأصالة والمعاصرة كما هو حاله دائماً “فَتوةً” جديدة في حقلٍ سياسي رخوٍ قانونيا وتنظيمياً، بأن أصبَح أول حزبٍ في العالم يختار ثلاثة أشخاص بصيغة “أمين عام” ويتراجَع عن ذلِك بعد ستة ليجمّد عضوية أحد أضلع جسده الثلاثي.
ما يقَع في البام مُريب، لكنه موضِّح لعددٍ من الأشياء الغامِضة التي ظلّت إلى حدود السنوات الأخير محطّ حديث كبير بالتساؤل عن “هل التراكتور حزب حقاً؟”.. تساؤل كلّما حاول البام الإجابة عنه بشكلٍ إيجابي إلا ورسّخت تلك الإجابة حقيقة أن الأصالة والمعاصرة لم يكن يوماً حزباً.
فحينما انتخِبَ وهبي، كان الأمر محاولة من الحزب للإجابة عن هذا التساؤل وطرد لعنة “الخِلقة المشوّهة”، لكن هاتِه الإجابة سرعان ما أبانت عن أثرِها العكسي بإبعاد الرجل عن قيادة الحزب بشكلٍ أقل ما يقال عنه أنه “مُذِل” خصوصاً في ما سبِق ذلك من فضائح التصريحات وتناقض.
وفي المرة الثانية حينما أراد “البام” أن ينسلِخ عن رداء “الحديقة الخلفية” للاتصالات الهاتفية الفَوقِية وأراد أن يظهِر للعالم أنه حزب سيسيّر حتى في منصب أمينه العام بشكل تشاركي بآنتخاب قيادة ثلاثية ها هو اليوم يواجِه “فضيحة” قانونية وتنظيمية بأن أصبح أول حزب في التاريخ ربّما يجمّد عضوية أمينه العام بآجتماع بسيط للمكتب السياسي.
نعم، الأمين العام أو “ثُلث” الأمين العام، تمّ تجميد عضويته بآجتماع للمكتب السياسي وهو الذي انتخِب في مؤتمرٍ وطني. وبعيداً عن أسباب هذا “القرار” فإنه لا يمكن إلا أن يكون رسالة جديدة من السماء بأن “البام ليس حزباً”.
وربماً كانت مشكلة “البام” الحقيقية ليست في أبو غالي أو المنصوري أو بنسعيد، بل في كونه لم يكن يوماً حزباً ولن يستطيع يوماً أن يكون كذلك.
التعليقات مغلقة.