البرلمانية عزيزة بوجريدة تسلط الضوء على ظاهرة العنف ضد الرجال وتطالب بتدخل حكومي

أش واقع تيفي / الرباط

في سؤال كتابي موجه إلى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نبهت النائبة البرلمانية عزيزة بوجريدة إلى تنامي ظاهرة العنف ضد الرجال، معتبرةً أنها تشكل معضلة اجتماعية متزايدة تحتاج إلى اهتمام مكثف ومقاربة جدية.

وأشارت عضو الفريق الحركي إلى أنه على الرغم من الاهتمام الواسع الذي تحظى به قضايا العنف ضد النساء، فإن العنف ضد الرجال بات بدوره يشكل ظاهرة متطورة في المجتمع المغربي. وأوضحت أن بعض الدراسات تشير إلى تعرض العديد من الرجال لمختلف أشكال العنف، سواء الجسدي، النفسي، أو الاقتصادي، غير أن ثقافة المجتمع السائدة تحول دون تعبيرهم عن معاناتهم أو طلب المساعدة، مما يساهم في تفاقم المشكلة بصمت.

العنف ضد الرجال: ظاهرة مسكوت عنها

العنف ضد الرجال يعدّ من القضايا التي لم تحظَ بعد بالاهتمام الكافي على المستوى المجتمعي أو المؤسسي. ويشمل هذا العنف أشكالًا متعددة مثل:

  1. العنف الجسدي: تعرض الرجال للإيذاء البدني في بعض العلاقات الزوجية أو الأسرية.
  2. العنف النفسي: الإهانة، التحقير، أو الابتزاز العاطفي.
  3. العنف الاقتصادي: استغلال الدخل المالي للرجل أو التحكم فيه بطريقة قسرية.
التحديات المجتمعية

من أبرز التحديات التي تواجه الرجال ضحايا العنف هي الوصمة الاجتماعية، حيث يواجهون نظرة نمطية تجعل الحديث عن العنف ضدهم أمرًا مستهجنًا، ما يدفعهم غالبًا إلى السكوت عن معاناتهم خوفًا من الانتقاد أو التشكيك في رجولتهم.

مقترحات البرلمانية

تساءلت البرلمانية بوجريدة عن الإجراءات التي تعتزم الحكومة اتخاذها لمعالجة هذه الظاهرة، ودعت إلى:

  1. فتح النقاش العام حول العنف ضد الرجال: على غرار النقاش المتعلق بالعنف ضد النساء، لإبراز حجم الظاهرة وآثارها السلبية.
  2. إطلاق حملات تحسيسية: لزيادة الوعي المجتمعي بشأن العنف ضد الرجال وتشجيع الضحايا على طلب الدعم.
  3. إجراءات قانونية وتنظيمية: تقنين وتجريم العنف ضد الرجال لضمان زجر الممارسات غير المشروعة وتوفير الحماية للضحايا.
العنف ضد الرجال.. مسؤولية مشتركة

تعد معالجة هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة بين الحكومة، المجتمع المدني، ووسائل الإعلام، إذ تحتاج إلى خطوات شاملة تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، وآليات قانونية تضمن المساواة في مواجهة العنف بصرف النظر عن النوع الاجتماعي.

هذا النقاش يفتح الباب أمام مراجعة شاملة للنظرة المجتمعية للعنف، ويؤكد أن مواجهة الظاهرة تتطلب التركيز على الضحية باعتباره إنسانًا يستحق الحماية والدعم، بغض النظر عن جنسه.

التعليقات مغلقة.