اش واقع – أحمد الطاووس
يتساءل الرأي العام الوطني باستغراب كبير عن مصير ملف تحويل مركب اجتماعي إلى فندق يحتضن سهرات “الشيخات” بمدينة سيدي قاسم، وسط تأخر مسطرة البحث لأكثر من سنة، في الوقت الذي لا تزال إدارة الفندق تمارس أنشطتها دون رادع، محدثة ضجيجاً مستمراً على مرأى ومسمع السلطات.
ورغم مرور أكثر من عام على إحالة الملف للبحث، وأكثر من أربعة أشهر على إعادته من طرف الوكيل العام إلى الفرقة الوطنية لتعميق البحث، فإن الرأي العام يتابع بترقب كبير التباطؤ الإداري في معالجة هذا الملف، رغم دخول المجلس الأعلى للحسابات على الخط وتقديمه شكاية رسمية في الموضوع.
وتؤكد مصادر “آش واقع” أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أنهت تحقيقاتها في واحد من “أكبر ملفات الفساد” التي تفجرت خلال العشرين سنة الأخيرة، بعد قضية “كازينو السعدي”، في انتظار إحالة الملف مجدداً على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط لاتخاذ القرارات القانونية اللازمة.
ورغم تداول أخبار عن حفظ الملف وإسقاط المتابعة، يؤكد مطلعون أن الملف لا زال لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مما يعكس حجم الوثائق وشبهات الفساد التي تحيط بهذا الملف الحساس.
ولا تقتصر القضية على هذا المشروع وحده، بل تكشف عن شبكة فساد أوسع بالإقليم، حيث باتت مدينة سيدي قاسم منذ شتنبر 2021 مسرحاً لتحالفات بين المال والنفوذ، مما أدى إلى إطلاق مشاريع ضخمة بأغلفة مالية هائلة، بعضها قد يجد طريقه أيضاً إلى مكتب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، في ظل مطالب متزايدة بفرض المحاسبة ووضع حد للإفلات من العقاب.