أش واقع تيفي / هشام شوراق
شهدت مدينة ابن جرير صباح اليوم حادثة سير مأساوية خلفت صدمة قوية وسط ساكنة المنطقة بعدما انقلبت دراجة نارية ثلاثية العجلات كانت تقل أربعة شباب بالقرب من القنطرة الحديدية المخصصة لنقل الفوسفاط مما أدى إلى وفاة أحدهم على الفور بينما نقل الثلاثة الآخرون في حالة حرجة إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة لتلقي العلاجات الضرورية.
الحادث أعاد إلى الواجهة الحديث عن معاناة شباب ابن جرير مع القنطرة التي تخترقها سكة نقل الفوسفاط والتي لا تستوفي أدنى شروط السلامة رغم أنها تعرف مرور يومي لمئات من السكان خصوصا من الدواوير المجاورة مثل دوار لحريشة ودوار الفقراء دون وجود ممرات آمنة أو حواجز واقية تمنع حوادث مميتة كهذه.
“السكة ديال نقل الفوسفاط ماعندهاش سيناج” يقول يوسف وهو شاب من المنطقة مضيفا أن ساكنة ابن جرير كيشيط ليهم غير الضرر من هذا المنجم فالضجيج والتشققات في المنازل والطرقات غير الصالحة كلها نتائج مباشرة لنشاط الشركة دون أي التزام واضح تجاه الساكنة التي أصبحت تؤدي الثمن غاليا من أرواح أبنائها.
من جانبه عبر عبد الرحمان عن غضبه قائلا “حشوما بزاف أو عيب الفوسفاط كيخرج من هاد القنطرة وفلوس باش دازو بيها السكة كاينة ولكن باش يديرو بطوات ولا ممرات آمنة ماعندهمش” معتبرا أن الشركة المسؤولة عن استغلال مناجم الفوسفاط مطالبة بتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه أرواح المواطنين وليس فقط نقل الثروات دون اعتبار للإنسان.
وطالب شباب المنطقة عبر أصوات متعددة بضرورة تدخل عامل الإقليم والمنتخبين المحليين لوضع حد لهذا التهميش مؤكدين أن هذه الحوادث المتكررة ليست قدرا بل نتيجة مباشرة لسياسات الإهمال وعدم الاكتراث وأضاف محمد وهو شاب عاطل أن القنطرة أصبحت رمزا للموت المجاني في مدينة تعيش فيها فئة كبيرة من الشباب على الهامش في ظل تفشي البطالة وغياب الأفق.
ويبقى السؤال مطروحا بقوة في أوساط الساكنة لماذا لا تستثمر الجهات المعنية في حماية حياة الناس مثلما تستثمر في نقل الفوسفاط ولماذا تستمر أرواح شباب ابن جرير في التساقط واحدة تلو الأخرى وسط صمت مطبق من مسؤولي OCP وعامل الإقليم والمنتخبين المحليين في وقت تحتاج فيه المدينة لمن يسمع أنينها ويمد لها يد الحياة.
تعليقات
0