أش واقع تيفي /شوراق هشام
اهتزت منطقة الجرف الأصفر بالجديدة اليوم 14/04/2025 على وقع فاجعة مؤلمة حيث هوى الموت بغتة على عاملين داخل ورش مشروع تحلية المياه الحيوي تاركًا وراءه أسئلة مريرة عن السلامة المهنية والإهمال الذي قد يكون وراء هذه الخسارة الفادحة فالضحيتان وهما عاملان بشركة مناولة كانا يؤديان واجبهما في صمت قبل أن تنقض عليهما آلة الموت رافعة ضخمة سقطت بلا رحمة لتنهي حياتيهما في لحظة.
المعلومات الأولية القادمة من قلب الحدث تشير إلى أن العاملين الفقيدين كانا ضمن فريق مكتب المراقبة وقد توجها إلى الورش لمعاينة تركيب هذه الرافعة المشؤومة فالقدر لم يمهلهما فبينما كانا منهمكين في عملهما سقطت الرافعة عليهما بغتة لتودي بحياتيهما على الفور وتحيل الورش إلى مسرح لجريمة إهمال محتمل.
هرعت السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية إلى مكان الكارثة وباشروا على الفور إجراءات التحقيق لكشف ملابسات هذا الحادث المروع وتحديد المسؤوليات التي أدت إلى هذه النهاية المأساوية وينتظر الجميع نتائج الخبرة التقنية التي ستكشف النقاب عن الثغرات التي سمحت بسقوط هذه الآلة العملاقة وحصد أرواح بريئة.
في مشهد يبعث على الأسى تم نقل جثماني الضحيتين إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة حيث سيخضعان للتشريح الطبي بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة في خطوة أولى نحو تحقيق العدالة وكشف الحقيقة كاملة.
يأتي هذا الحادث الأليم داخل مشروع استراتيجي بالغ الأهمية يهدف إلى تزويد العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب وهو مشروع ضخم تشرف عليه مجموعة JESA بشراكة مع شركة GNE ويقام في منطقة حساسة ضمن نفوذ المجمع الشريف للفوسفاط.
هذه الفاجعة تعيد إلى الأذهان أصوات نقابية كانت قد علت في السابق محذرة من مخاطر تهدد سلامة العاملين داخل منشآت المجمع الشريف للفوسفاط حيث عبر عمال وعاملات عن قلقهم المتزايد إزاء تجاهل بعض شركات المناولة لمعايير الصحة والسلامة المهنية مطالبين بتشديد الرقابة لضمان بيئة عمل آمنة تحفظ الأرواح.
أما شركة OCP Green Water المستضيفة لهذا المشروع الحيوي” تحلية مياه البحر” والذي تحول مسرحًا للموت فإن صمتها المطبق يثير الاستياء والغضب فالتواصل المنعدم مع وسائل الإعلام، أرقام الهواتف معطلة على صفحاتها الرسمية ورسائل بريد إلكترونية تذهب أدراج الرياح دون أي رد يذكر هذا التعتيم الإعلامي المتعمد يضع علامات استفهام كبيرة حول شفافية الشركة ومسؤوليتها تجاه الرأي العام وحقائق ما يجري داخل مشاريعها هذا الصمت القاتل يدفع المواقع الإلكترونية الإخبارية دفعًا نحو نشر معلومات قد تكون منقوصة أو غير دقيقة ليس لتقصير منا بل لغياب المعلومة من مصدرها الرسمي إن هذا الإغلاق المتعمد للأبواب أمام الصحافة يساهم بشكل مباشر في انتشار الضبابية ويحول دون تقصي الحقائق بشكل كامل وواضح وهو أمر غير مقبول إطلاقًا في هكذا ظروف مأساوية تتطلب الوضوح والمساءلة.