أش واقع تيفي / هشام شوراق
تتعرض مساحات واسعة من غابات الحوزية التابعة لتراب جماعة الحوزية بإقليم الجديدة لموت تدريجي لأشجار الكالبتوس العملاقة وهو ما يؤكده الفيديو من عين المكان تظهر جذوع أشجار مقطوعة وأخرى يابسة ومتعرية الأغصان، هذه الظاهرة تهدد المتنفس الطبيعي الوحيد للمنطقة وتثير تساؤلات حادة حول أسبابها الحقيقية وهل هي ناجمة عن عوامل طبيعية أم بفعل فاعل أم مرتبطة بإهمال في العناية بهذه الثروة الغابوية الحيوية.
لغز “الموت البطيء” يطارد غابات الحوزية: أشجار محددة تتعرض للإبادة
يلاحظ كل من يقوم بجولة في غابات الحوزية وجود أشجار الكالبتوس تموت في بعض المناطق المعينة بشكل ملحوظ، بينما تبقى الأشجار الأخرى في حالة جيدة في المناطق الأخرة، هذا التباين اللافت يثير الشكوك حول ما إذا كان السبب بيئيا بحتا، فلو كان كذلك لكان تأثيره سيعم على باقي الأشجار دون تمييز، تتميز الأشجار المتضررة بكونها عملاقة وذات جذوع ضخمة ومستقيمة، مما يجعلها ذات قيمة اقتصادية عالية هذا الأمر يفتح الباب أمام فرضيات متعددة حول طبيعة المشكل، فهل يتعلق الأمر بمرض يستهدف هذه الأنواع المحددة من الأشجار أم أن هناك عوامل أخرى غير مرئية تؤثر عليها.
فرضيات “الفعل الفاعل”: استهداف ممنهج ومصير الأخشاب المقطوعة يكشفه الواقع
في حال كان الجواب سلبيا بخصوص الأسباب الطبيعية أو الأمراض، فإن ذلك يحيلنا إلى فرضية “الفعل الفاعل” فإذا كانت هناك أياد خفية وراء هذه الظاهرة فما هو المقصود من ذلك؟
إذا تأكد أن السبب هو عمل عصابات أو أفراد يستهدفون هذه الأشجار، فإن طريقة العمل “الخبيثة” قد تتمثل في إضعاف الأشجار ببطء ربما من خلال تسميم جذوعها أو تعطيل دورتها الحيوية بطرق لا تثير الانتباه الفوري للسلطات أو السكان وقد ينتظر هؤلاء الجناة قدوم عوامل طبيعية مثل الرياح العاتية لإسقاط الأشجار مما يجعل الأمر يبدو وكأنه نتيجة طبيعية.
وفي هذا السياق تطرح تساؤلات ملحة حول مصير الأشجار التي تظهرها الصور وقد تم تقطيعها من هي الجهات التي تقوم بهذا التقطيع وإلى أين يتم توجيه هذه الأخشاب؟ والأهم من ذلك أين هي السلطات المعنية بمراقبة المياه والغابات؟ وهل يقتصر دورها على “الأوراق فقط” دون تفعيل حقيقي على أرض الواقع لوقف هذا النزيف الذي يهدد الثروة الغابوية؟
دعوات للمساءلة والتحرك العاجل: جماعة الحوزية والجهات المسؤولة على المحك
في ظل هذه التساؤلات المتضاربة والتهديد الوجودي الذي يواجه غابات الحوزية، تبقى عدة علامات استفهام وتعجب حول دور الجهات المختصة والمسؤولة في حماية هذه الغابات وكذلك حول فعالية جمعيات البيئة، سواء المحلية أو الوطنية تحمل جماعة الحوزية المسؤولية الأولى والمباشرة عن هذا التدهور، كونها الجهة الإدارية التي تقع الغابة تحت نفوذها وهي المسؤولة عن العناية بها قبل فوات الأوان.
رغم وجود حراس داخل الغابة، فإن المساحات الشاسعة لغابات الحوزية تعقد من عملية الإيقاع بالمتورطين ويضاف إلى ذلك، بحسب مصادر عدم جدية السلطات المختصة في شن حرب فعلية على هذه الظاهرة وضعف الثقافة البيئية لدى فئات واسعة من السكان باستثناء بعض النشطاء الذين يحاولون إحداث نوع من التوازن ومحاربة هذا “القتل البطيء” للأشجار.
فالغابة ليست مجرد أشجار، بل هي رئة الإقليم ومتنفس حيوي لسكان المنطقة لممارسة الرياضات بمختلف أنواعها ولخروج العائلات للنزهة واستنشاق الهواء النقي أي تهديد لها يمس البيئة والمجتمع ككل يبقى الأمل معلقا على إجابات صريحة وتدخلات حاسمة من قبل جماعة الحوزية والجهات المعنية لوقف هذا التدهور الذي يهدد مستقبل غابات الحوزية بالاندثار ومراجعة دور جمعيات البيئة سواء المحلية أو الوطنية في ظل هذا الخطر الداهم.



تعليقات
0