في أجواء احتفالية استثنائية، شهد فضاء “طورو” بحي العنق بالدار البيضاء، مساء الجمعة فاتح غشت، واحدة من أقوى سهرات الدورة الثانية لمهرجان “العيطة المرساوية”، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، تزامنًا مع احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد.
وقد تميزت هذه الأمسية الفنية بمشاركة مجموعة من أبرز رموز الأغنية الشعبية المغربية، حيث افتتحت المجموعة التراثية “الحوزي المخاليف” الفقرات بعرض فني راقٍ يعكس غنى وتنوع العيطة الحوزية، ممثلةً لمناطق أحواز مراكش وصخور الرحامنة وقلعة السراغنة، في مشهد مزج بين عبق الذاكرة وجمالية الأداء الفرجوي.
ثم ألهبت فرقة “مازاغان” بقيادة الفنان عصام كمال حماس الجمهور بإطلالة متميزة جمعت بين الأداء الجماعي والانفراد الإبداعي، عبر أسلوب “الشعبي كروف” الذي يمزج بين التراث المغربي والأنماط الموسيقية العصرية، ما جعل مختلف الفئات العمرية تتفاعل بانسجام تام مع العرض.
أما اللحظة الذهبية للسهرة فكانت مع النجم الشعبي الكبير حجيب، الذي صعد إلى المنصة وسط تصفيقات حارة، ليقدم باقة من أشهر العيوط والبراول الشعبية التي تفاعل معها الجمهور بحرارة، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز رواد فن العيطة المرساوية، بإحساسه العالي وأدائه المتقن.
وقد تجاوز عدد الحضور كل التوقعات، حيث غصّت ساحة “طورو” بجمهور قياسي، في ليلة سُجّلت ضمن أنجح سهرات المهرجان جماهيريًا وتنظيميًا، مؤكدة أن العيطة لا تزال تحظى بمكانة راسخة في قلوب المغاربة.
ويواصل مهرجان “العيطة المرساوية” فعالياته في محطته الختامية يوم السبت 2 غشت، مع النجم الشعبي عبد العزيز الستاتي، والنجم الصاعد وليد الرحماني، ضمن سهرة ينتظرها الجمهور بشغف، إلى جانب لحظة وفاء مؤثرة بتكريم روح الفنانة الراحلة نعيمة زليكة.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الفنية، تحت شعار “وفاء للذاكرة وانفتاح على المستقبل”، تأكيدًا على أهمية صيانة التراث الشعبي المغربي وتقديمه في حلة حديثة تواكب تطلعات الجمهور المعاصر.
تعليقات
0