أش واقع تيفي / هشام شوراق
كشفت تدوينات ومنشورات واسعة الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي عن حالة من الاستياء المتزايد بين السياح الأجانب وأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، تزامنًا مع حلول صيف 2025 وتُشير هذه الموجة من الانتقادات إلى تراجع كبير في أعداد الزوار هذا الموسم، مرجعة السبب الرئيسي إلى ما وصفه البعض بـ”الارتفاع الصاروخي” في أسعار السلع والخدمات السياحية.
تداول العديد من مستخدمي الإنترنت صورة لـ”فاتورة” تظهر أسعارًا صادمة كان أبرزها فنجان قهوة بسعر 200 درهم ومشروب غازي بـ40 درهمًا هذه الفاتورة التي لم يتم التأكد من صحة مصدرها أو مكانها، أثارت جدلاً واسعًا، فقد انقسمت الآراء بين مستهجنين لهذا الوضع، ومدافعين عنه بسخرية.
عبّر “سعيد” في تعليق له عن غضبه، داعيًا إلى “مقاطعة الجشعين” كحلّ وحيد لإجبارهم على التراجع، في المقابل جاء رد “سناء” ساخرًا حيث شكّكت في حقيقة هذه الأسعار معتبرة إياها مبالغًا فيها وقالت بتهكّم: “فين هاد الشي واش في جنة الفردوس…؟” لتضيف أن “الزيادة راه ديال شكرا على زيارتكم”.
هذه التعليقات المتباينة تعكس انقسامًا حادًا في الرأي العام، لكنها لا تخفي القلق من ظاهرة الغلاء التي أصبحت حديث الساعة وقد ذهب بعض المعلقين إلى أبعد من ذلك، موجهين أصابع الاتهام مباشرةً إلى الجهات الرقابية، حيث كتب أحدهم: “عير ناضو الجالية أو مهبطوش للمغرب راه هاد صحاب المقاهي والمطاعم والفنادق راه لقاوها سايبة مكاين لا رقيب لا نقيب لا متابعة لا إقفال بسيف هايوصلو لهاد السطاج ديال التغوفيلة”.
صوت الجالية: هل أصبح المغرب وجهة سياحية باهظة؟
تزداد حدة الانتقادات مع انتشار شهادات من أفراد الجالية المغربية يشتكون من أنهم يجدون المعيشة في الدول الأوروبية أرخص بكثير من بلدهم الأم وهو ما يدفع بعضهم إلى التفكير في قضاء عطلاتهم في الخارج بدلًا من المغرب، معتبرين أن “المناظر أحسن” في أماكن أخرى هذا الطرح يثير تساؤلات جدية حول قدرة المغرب على الحفاظ على جاذبيته السياحية خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة.
في مواجهة هذا الجدل يجد جهاز حماية المستهلك نفسه في قلب العاصفة، هناك ضرورة ملحة للتدخل سواء كان ذلك لتوضيح حقيقة هذه “الفواتير” المتداولة وكشف ما إذا كانت مجرد شائعات تهدف إلى الإضرار بالقطاع السياحي أو للتأكيد على وجود فوضى حقيقية في الأسعار، إذا كانت هذه الممارسات صحيحة فمن الواجب على الجهات المعنية اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة للحد من هذه الفوضى وضبط الأسعار ومحاسبة المتلاعبين، فسمعة المغرب كوجهة سياحية آمنة ومعقولة الأسعار أصبحت على المحك ولا يمكن تركها عرضة لمثل هذه الممارسات الفردية التي تهدد موسمًا سياحيًا بأكمله.
تعليقات
0