أش واقع تيفي / الجديدة، المغرب
في اختتام ناجح ومتميز، أثبتت الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة أن الفن ليس مجرد رفاهية، بل هو سلاح فكري وجسر أمل في مواجهة القضايا المجتمعية الأكثر إلحاحاً تحت شعار “السينما والحريك” (الهجرة السرية)، تحولت مدينة الجديدة بين 9 و12 أكتوبر 2025 إلى محطة ثقافية كبرى، قادتها خبرة وسيناريوهات الناقد خالد الخُضَري.
نجح المهرجان في تحويل الشعار المستفز إلى فعل ثقافي مؤثر، ببرنامج جمع بين النظري والواقع الإنساني ففي الوقت الذي كُرِّم فيه رواد الفن أمثال الفنان القدير يونس ميگري والنجم الجماهيري رفيق بوبكر والفنانة سناء موزيان، لم ينسَ المهرجان ضحايا هذا الملف الشائك، فقد شكل تكريم روح الشاب مروان عاصم، أحد أطر المهرجان الذي غاب ضحية للهجرة غير النظامية العام الماضي، أقوى رسالة وأعمق لحظات التكريم في الدورة.
النجاح لم يقتصر على التكريمات فحسب؛ ففي مسرح الحي البرتغالي، أثرت ندوة “الهجرة السرية بين السينما والأدب المغاربيين” النقاش، حيث أكد النقاد والمخرجون أن السينما تقف اليوم في “قمرة قيادة” المواجهة الفكرية، موثقةً بصدق معاناة الشباب وتميزت هذه الدورة بانوراما سينمائية ثرية ربطت محاورها بقضية الهجرة، من الفيلم الافتتاحي “جوق العميين” (بطولة ميكري) إلى فيلم الاختتام “الجولة الأخيرة” (بطولة ربيع القاطي)، مروراً بأفلام مؤثرة مثل “ابن السبيل” و”الأندلس حبي” وغيرهم.
إن التزام مهرجان الأيام السينمائية لدكالة بدعم السينما المغربية الجادة وخدمة الشأن الثقافي والفني يظل راسخاً، مؤكداً أن الفن هو رسالة مستمرة يجب أن تتصدى لأعتى تحديات المجتمع وتُحفز الشباب على الإبداع كبديل مشرّف للمخاطرة.
تعليقات
0