آش واقع تيفي / هشام شوراق
تحولت قضية وفاة أشهر بارونات المخدرات بالمغرب “حمدون”، داخل السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة، من حادث مؤسف إلى لغز جنائي يثير القلق، وذلك بعد التصريحات الصادمة التي أدلت بها عائلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي٫ ففي الوقت الذي أفادت فيه المصادر المتداولة بأن الوفاة نجمت عن سكتة قلبية مفاجئة أثناء حصة رياضية، ترفض عائلة المتوفى هذه الرواية جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن “حمدون” كان يتمتع بصحة جيدة عند آخر زيارة لأخيه يوم الأربعاء 22 أكتوبر، مشيرة إلى أن المتوفى كان قد أعرب لوالدته في زيارات سابقة عن تخوفه من أن يتم “خنقه” داخل السجن، وشكا حرمانه من أبسط حقوقه، مؤكداً “يريدون قتلي”.
الصدمة الأكبر التي فجرت الشكوك، حسب تصريحات العائلة، هي اكتشاف آثار احمرار على عنق الفقيد، وهو ما يتعارض مع رواية الوفاة الطبيعية بالذبحة القلبية٫ هذا الكشف الخطير دفع العائلة إلى التشكيك علناً في ملابسات الوفاة والمطالبة بفتح تحقيق عاجل وزعمت العائلة أنها سبق ووجهت شكاية إلى المؤسسة السجنية تحمل رقم 26/09/2025 بخصوص تعرضه لضغوط وحرمانه من حقوقه، إلا أن هذه الشكاية “لم يتم التجاوب معها للأسف”.
في ظل هذه المعطيات المتضاربة التي تمس بشكل مباشر مصداقية المؤسسة السجنية، فإن الحاجة باتت ماسة لتدخل أمني رفيع المستوى٫ العائلة توجه اليوم نداءً مباشراً إلى المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، السيد الحموشي، للمطالبة بفتح تحقيق فوري ومعمق، ليس فقط في أسباب الوفاة، ولكن أيضاً في الشكايات السابقة المتعلقة بسوء المعاملة داخل السجن المحلي سيدي موسى.
وفي الختام، إذا كانت الادعاءات التي تطلقها عائلة “حمدون” بشأن الآثار على عنقه وتاريخ شكاويه صحيحة، فإننا نطالب الجهات المعنية بالخروج بتوضيح رسمي وفوري٫ المؤسسة السجنية ليست مكاناً لتصفية الحسابات أو تقويض حياة النزلاء٫ لا يمكن لأي عملية نقل للمعلومات أن تتجاوز ضرورة التأكد من احترام كرامة الإنسان وحقه في الحياة، حتى خلف القضبان٫ إننا نضع هذه المعطيات بين يدي الرأي العام والسلطات القضائية، ونؤكد استعدادنا لمواكبة أي تحقيق ينصف الحقيقة.
تعليقات
0