آش واقع تيفي | هشام شوراق
تتفاقم أزمة العطش الخانقة في دوار أولاد احسين، التابع لجماعة الحكاكشة بإقليم سيدي بنور، لتكشف عن خلل بنيوي وإقصاء غير مبرر يطال حق السكان في أبسط مقومات الحياة وهو الماء الصالح للشرب٫ ففي الوقت الذي استفادت فيه الدواوير المجاورة من برامج التزويد وشبكات التوزيع، يظل هذا الدوار الوحيد خارج التغطية لسنوات طويلة، ما يضع علامات استفهام كبرى حول معايير التخطيط والتنفيذ لمشاريع البنيات الأساسية على مستوى الجماعة والإقليم.
إن هذا الحرمان المزمن يشكل انتهاكاً صارخاً للحق في الماء، ويفضح تجاهل المسؤولين المحليين لمعاناة الأسر التي تعيش تحت وطأة هذا النقص الحيوي٫ وقد بلغت الشكايات والمراسلات الموجهة إلى مصالح الجماعة حد الإحصاء، إلا أن الردود لم تتجاوز حدود الصمت المطبق أو التبرير بوجود “بئر” في المنطقة وهو تبرير واهٍ يكشف عن انفصال عن الواقع، فالأمر يتعلق ببئر مياه مالحة، أنجز بمجهودات فردية ولا يصلح بتاتاً للاستهلاك البشري، بل يقتصر على سقي المواشي وبعض الأشغال الخاصة، ما يؤكد أن الدوار لا يملك أي مصدر آمن ومستدام للماء الشروب.
هذا الوضع لا يمكن اعتباره مجرد إهمال عابر، بل هو خرق مؤسساتي يضرب في عمق الشعارات التنموية الهادفة لفك العزلة عن العالم القروي٫ إن السؤال المطروح اليوم وبإلحاح٫ هو من يتحمل المسؤولية المباشرة عن هذا الإقصاء الممنهج؟ هل هو تقصير في التخطيط المحلي على مستوى جماعة الحكاكشة، أم تهاون في المتابعة والتنفيذ على المستوى الإقليمي؟ إن استمرار تجاهل مطالبات الساكنة هو فشل ذريع في تدبير الشأن العام والالتزام بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
أمام هذا المنزلق الخطير، تتوجه ساكنة أولاد احسين بنداء استغاثة عاجل ومباشر إلى عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي بنور، بوصفه المسؤول الأول عن حفظ الأمن الاجتماعي وضمان حقوق المواطنين بالإقليم٫ إن التدخل الشخصي والفوري لإنهاء هذا الحيف وإدراج الدوار في شبكة الماء الصالح للشرب بات ضرورة قصوى تمليها المسؤولية الأخلاقية والوظيفية٫ وتؤكد الساكنة عزمها على تنظيم لقاءات والتحرك لإيصال تفاصيل معاناتها إلى الرأي العام والسلطات العليا، على أمل أن تجد صرخة عطشهم هذه أذناً صاغية تضع حداً نهائياً لمعضلة تهدد استقرار حياتهم اليومية.






تعليقات
0