أش واقع تيفي / الجديدة، المغرب
تعيش مدينة الجديدة حالة من القلق والترقب في أعقاب تسجيل حالتي وفاة مفاجئة بسكتة قلبية في أقل من 24 ساعة وهي وقائع مأساوية تضاف إلى سلسلة الحالات المشابهة التي شهدتها المدينة خلال الأسبوع الجاري، هذه الظاهرة المقلقة تدق ناقوس الخطر حول تزايد الوفيات الفجائية الناتجة عن أمراض القلب والشرايين، وتستوجب وقفة تحليلية وعلاجية من قبل الجهات الصحية والمجتمع.
الضحية الأولى: نهاية مأساوية في حمام شعبي بحي الصفاء
في تفاصيل الحادثة الأولى، اهتز حي الصفاء صباح اليوم السبت 8 نونبر 2025 على وقع وفاة مأساوية داخل حمام شعبي يقع خلف المحطة الطرقي، الضحية وهو رجل يبلغ من العمر 59 سنة، فارق الحياة بشكل مفاجئ إثر تعرضه لنوبة قلبية حادة وهو يستحم، وحسب المعطيات المتوفرة كان الضحية يمارس روتينه اليومي بشكل عادي قبل أن يسقط مغشياً عليه، محاولات إسعافه الأولية من طرف بعض المواطنين لم تنجح في إبقائه على قيد الحياة.
إجراءات المعاينة والتحقيق باشرتها السلطات المحلية وعناصر الوقاية المدنية فور إشعارها بالواقعة، حيث تم التأكد من الوفاة ونقل جثمان الهالك إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، وقد صدر أمر من النيابة العامة المختصة بإخضاع الجثة للتشريح الطبي، وذلك لتحديد الأسباب الدقيقة والنهائية للوفاة، في إطار الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات المفاجئة.
الضحية الثانية: سقوط غامض في حديقة المنار يُثير علامات استفهام
بشكل منفصل، سُجلت ليلة أمس الجمعة حادثة أخرى مشابهة في حي المنار، حيث لقي شخص حتفه وسط حديقة عمومية مجاورة لإحدى الصيدليات، هذه الواقعة المفاجئة تشترك مع سابقتها في السبب الرئيسي: سكتة قلبية مفاجئة أدت إلى سقوط الضحية دون حراك. وقد أثارت ظروف الوفاة الغامضة وسط مكان عمومي مزيداً من التساؤلات حول الانتشار المقلق لظاهرة الوفيات الفجائية بالمدينة.
التحقيقات الأمنية انطلقت فور حلول المصالح الأمنية بعين المكان للقيام بإجراءات المعاينة الميدانية اللازمة، وقد واجهت السلطات صعوبة في تحديد هوية الضحية لعدم العثور على أية وثائق تعريفية بحوزته، باستثناء هاتف نقال تمت حيازته من طرفها للمساعدة في عملية تحديد الهوية، ونُقل جثمان الهالك أيضاً إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس لاستكمال الإجراءات القانونية.
تحدي صحي يواجه المدينة: ضرورة الوعي والفحص الدوري
الواقع المشترك بين الحالتين، بالإضافة إلى تسجيل حالات وفاة مفاجئة أخرى في مختلف أحياء المدينة خلال الأسبوع الجاري، يدق ناقوس الخطر الصحي بقوة، هذا التزايد في الوفيات الناتجة عن السكتة القلبية يستوجب من الجهات الصحية الرسمية تبني خطة عمل عاجلة، تشمل حملات توعية مكثفة حول أهمية الكشف المبكر عن أمراض القلب والشرايين وتوفير إمكانيات الفحوصات الدورية.
خلاصة القول، تحولت الجديدة في ظرف وجيز إلى مرآة تعكس أزمة صحية صامتة، تتطلب انتباهاً أكبر ليس فقط من المؤسسات الطبية، بل ووعياً مجتمعياً متزايداً بأهمية تبني نمط حياة صحي والالتزام بالفحوصات الطبية، إن إنهاء هذه الظاهرة المقلقة يبدأ من التفاعل العاجل مع مؤشرات الإنذار التي تطلقها مثل هذه الوقائع المأساوية.






تعليقات
0