من يفكر في مستقبل رياضيي الغد بالجديدة
من يفكر في مستقبل رياضيي الغد بالجديدة
في ظلّ “الهجمة” العمرانية التي تشهدها كافة مناطق مدينة الجديدة،
خاصة الأحياء الجديدة المُحدَثة المسماة “حي المطار”، وارتفاع عدد الأبنية السكنية وتزاحمها،
صار من الصعب إيجاد أماكنَ آمنة ليلعب فيها الأطفال دون احتمال تعرّضهم لخطر.
أصبح من الصّعب إيجاد ساحات تفتح أبوابها للناس مجاناً وتَصلح لممارسة أي هواية أو رياضة…
حيث أصبحت ممارسة الرياضة تنحصر في اشتراكات النوادي داخل قاعة “نجيب النعامي”،
فيما يبقى الحل الأنسب للأطفال الرّاغبين في ممارسة الرياضة هو انتظار الموسم الدراسي،
حيث تُخصّص المدارس حصة واحدة في الأسبوع لما يسمى “التربية البدنية”؛ وهذا موضوع آخر ستكون لنا عودة إليه..
لطالما عُرفت الرياضة تاريخياً بأنها ميدان للتسابق والتفاخر،
وقد أصبحت على مر الأيام ظاهرة اجتماعية وعنصراً أساسياً في المجتمع الإنساني.
إذ تلعب دوراً كبيراً في توطيد العلاقات الاجتماعية وتعزيز سبل التواصل بين الأفراد،
وخاصة في مجتمعنا الحديث، حيث تقلصت الروابط الاجتماعية مع ازدياد المشاغل والهموم الحياتية،
إضافة إلى أهميتها في زرع الثقة بالنفس، وغيرها من الفوائد المختلفة التي تُعزّز قدرة الفرد على المضي قدما في الحياة.
وفي حين تعَدّ النوادي الرياضية عنصر جذبٍ للشباب من مختلف الأعمار،
تسعى الحواضر والقرى -على إختلاف مواقعها وحجمها- إلى إيلاء الأهمية الكبرى لهذا الجانب الاجتماعي من حياة أجيالها الصاعدة،
خاصةً أن ممارسة الأنشطة الرياضية هي جزء من التنمية والارتقاء بالإنسان إلى أعلى مستويات التفكير والأداء.
انطلاقاً من هذا، سعى المجلس الجماعي للمدينة إلى التفكير،
أكثر من أي وقت مضى، في إنشاء عدد من ملاعب القرب في كل من أحياء “السعادة” و”سيدي موسى” و”المويلحة”..
إضافة إلى قاعة رياضية أطلق عليها “قاعة إدريس الشاكيري”،
والتي ساهمت السلطات المحلية في إنشائها، ولا نستطيع إلا أن نحسب هذه الفكرة في ميزان حسناتها،
ما دامت قد فكرت فعلاً في هذا الجانب..
كُلفت شركة “مرجان” بتجهيز وبناء القاعة،
وهذا ما تحقق بالفعل وأنشئت ملاعب القرب، في حين أن الأشغال الجارية بالقاعة
انتهت وأصبحت جاهزة لاستقبال الشباب والنوادي بمواصفات عالية، إذ تصلح لاستخدامها
في مختلف الدّورات الرياضية والثقافية. لكنّ المَعيب في المشهد هو أنها لم تفتح بعدُ،
رغم أنّ عامل جلالة الملك تكفل شخصيا بمراسيم افتتاحها.. وممّا لا شك فيه أن الجديدة ليست المدينةَ
الوحيدة التي ستستفيد من المشروع بل إنّ لكل الجماعات المحلية المجاورة لها الحق
في الاستفادة من القاعة الجديدة. ولا تزال الأندية والجمعيات الرياضية منذ أشهر تنتظر وتترقب
الافتتاح الرسمي للقاعة “إدريس الشاكيري “، القاعة التي شُيّدت بجانب المركب التجاري المذكور،
الذي تكفل بعملية البناء والتجهيز؛ بعدها جاءت عملية تسليمها إلى الجماعة الحضرية،
وهذا ما جرى فعلا؛ لكنْ وإلى حدود كتابه هذه السطور يبقى المتنفس الوحيد هو “قاعة نجيب النعامي”،
إذ نجد عددا من الجمعيات والأندية الرياضية التي تمثل المدينة في عدة رياضات جماعية،
كما هو الشأن مع كرة السلة واليد والكرة الطائرة، إضافة إلى رياضات أخرى…
ولم تُسلـَّم القاعة إلى المجلس الجماعي نظرا لكونها لا تزال تحت مسؤولية مصلحة الأملاك
المخزنية لأسباب نجهلها حقيقة تحول افتتاح القاعة الجديدة ورفع الضّغط عن قاعة نجيب النعامي،
لاسيما أن دائرة الممارسين والممارسات في المدينة اتسعت كثيراً.
ويتساءل الجسم الرياضي بالمدينة عن مصير هذه القاعة بعد أن اكتملت أشغالها وأضحت اليوم جاهزة
كليا بعد الأولى “بن شرقي”، التي فُوتت لصالح جامعة المصارعة،
إذ يعول الجميع على هذه المعلمة الجديدة “إدريس شاكيري” التي من شأنها
التخفيف من حدة الاكتظاظ الذي باتت تعاني منه قاعة نجيب النعامي، التي تحضن
عددا من أندية الألعاب الجماعية (كرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة) والتي أصبحت
تتمرن لوقت وجيز لفسح المجال لباقي الفرق الرياضية كي تجري بدورها مرانها في قاعة لم تعد طاقتها الاستيعابية هذا العدد المهمّ من المُمارِسين.
أثيرت عدّة نقط وتساءل الجميع عن صحّة افتتاح القاعة من عدمه، ب
عدما قيل سابقا إنها ستفتتح من طرف السلطات المحلية، إلا أنه لا شيء من هذا وقع،
كل ما في الأمر أنّ القاعة لا تزال تحت تصرف إدارة “مرجان” من جهة، ومن جهة أخرى مصلحة الأملاك المخزنية،
إذ يتم تفويتها لصالح جهات معينة لإجراء مقابلات لكرة القدم المصغرة من حين إلى آخر.. وقد سبقاب،
ورئيسة نادي كرة الطائرة، وناقشا الإشكال بحدة، كما هو الشأن مع باقي الشباب الذين
يعتبرون ميلاد قاعة الشاكيري إنجازاً مهماً تحقق لتطوير قدراتهم الرياضية وبلورتها بكيفية
تعود بالنفع على الرياضة الجديدية.. أسئلة أرّقت الشارع الدكالي عموماً، وعلى وجه الخصوص الأندية والجمعيات الرياضية،
التي باتت أكثر من أيّ وقت مضى تناشد رئيس الجماعة تسريعَ المسطرة
القانونية لكونه المسؤول الأول عن حفظ الممتلكات الجماعية والتدخل بجدية
وصرامة في ملف قاعة إدريس الشاكيري، تلبية لحاجات الشباب باعتبار الرياضة جزءا لا يتجزأ
من الاحتياجات التنموية وعاملاً أساسياً في التنمية الشاملة وتحقيق التكامل الاجتماعي. ~~~
التعليقات مغلقة.