آش واقع
في اطار عروضها الإشعاعية لمسرحية الملح المسوس، تقدم فرقة “سلارت” بتعاون مع جمعية نعمة للتنمية يوم الجمعة 10 يونيو 2022، عرضا مسرحيا على الساعة السادسة مساء بقاعة “باحنيني” الرباط.
مسرحية الملح المسوس من تأليف منصف الإدريسي الخمليشي، المعالجة الدرامية سعيد بلهوتي، تشخيص, شيماء أبيه، العربي الوزاني، لطفي أشراو، أسامة القاسمي، ياسمين الفاتحي، فاطمة الزهراء الصابري، سينوغرافيا حسن الزوراري وأنس الحليمي، إدارة الممثلين سلمان حمزة بنسليمان، الإدارة الفنية يونس النيازي، إخراج العربي الوزاني.
جاء إنتاج عرض مسرحية “الملح المسوس” بعد مخاض طويل قاده الكاتب في أوائل سنة 2019، حيث كانت المسرحية تحمل عنوان ثلاث نقط وكانت تعالج مجموعة من المواضيع الحساسة كزنا المحارم والمثلية والالحاد والاغتصاب والرشوة، إلى أن جاء اقتراح العربي الوزاني ليقوم بإنتاج مسرحية، ويقوم الأخير بإعطائه النص فتم الاحتفاظ بزنا المحارم كموضوع أساسي للعمل، وتمت إعادة كتابة النص، فتم اقتراح عنوان “الجدبة” في حين قام سعيد بلهوتي بوضع معالجة درامية للنص وباقتراح من صقر الزناتي تم عنونتها ب”الملح المسوس”.
يأتي التصور العام لهذه المسرحية كما وضعه المؤلف منصف الإدريسي الخمليشي، إذ تدور أحداثها حول خمسة شخصيات ” الجيلالي، دامية، الصالحة، عيشور، عياد” عيشور أب الجيلالي ودامية حيث يقع في خطيئة ويغتصبهما نتيجة لمشكل حدث له مع زوجته بحيث أنه يعتبر الخمر و الليالي الخمرية إحدى أهم مكونات حياته، دامية تمتلك منديل أحمر يرافقها في كل أحداث المسرحية تحاول جاهدة إيجاد لغز عصى الجيلالي التي كلما رآها عيشور يرتبك، الصالحة أم الجيلالي ودامية صانعة تقليدية تذهب في الأسواق الأسبوعية لتبيع الزرابي التي تنتجها لتكتشف مباشرة بعد عودتها، دخول دامية في حالة نفسية حادة، الأمر الذي جعلها تتقبل اقتراح عيشور المتمثل في ليلة گناوية ليأتي عياد متنكرا في زي گناوي رفقة فرقته، و بعد غياب طويل يعود الجيلالي وهو متستر في زي غامض ويقتل الأب لأنه اغتصبه هو وأخته، ويفصح حينها عياد عن نيته التي لم يكن يعرفها.
تعالج مسرحية الملح المسوس موضوع زنا المحارم على المستوى الظاهري، أما في الخفاء وعلى المستوى السيميولوجي إنها بمثابة ذلك الصراع بين العامل المسكين الذي ينشغل بالعمل ليأتي المشغل هاضما كل حقوقه في دوامة كبيرة و هذا ما عبر عنه مخرج المسرحية العربي الوزاني لإقحام نمط الغناء الگناوي للتعبير عن حالة اللاإستقرار في هذا المجتمع الذي يهمه فقط النهش و العض في الشرف والكرامة، بل والأكثر من ذلك هذا الذي يظهر في شخصية عياد عباد المادة ولو كان على حساب التعذيب النفسي لهذا الأخير، وهنا يمكننا إعطاء رمزية النفاق لعياد، و والدياثة لعيشور، أما الصالحة هي تلك المرأة المناضلة المكافحة تعمل من أجل أن يأتي رجل و يخطف منها كل ما جنته من عملها كشيخة, و هذا ما يجعلنا نؤكد على أن النص المسرحي مليء بالعلامات السيميولوجية و التدبدبات و حالة اللااستقرار.
دامية شخصية مغلوب على أمرها، إلا أنها تظهر القوة في مشهد الاغتصاب الذي اختار أن يظهره المخرج، بشكل مباشر لبشاعة المشهد، يمكننا أن نقول أن عيشور هو الدولة التي لا يهمها سوى الزيادات المتتالية للأسعار ولا لنفسية الشعب الخارج من وكر الأزمة العالمية المسماة وباء.
فحسب كاتب النص، الجيلالي هو ذلك التائه بين مطبات الحياة ليجد نفسه ضحية أخرى، للدولة فالجيلالي هو الذي يمثل رمز الثورة بحيث قام باغتيال الدولة وهو المتمثل في الأب عيشور.
التعليقات مغلقة.