مأساة عيد الأضحى: شاب متزوج يكافح لتلبية تقاليد العيد

 

جواد المصطفى اش واقع اتفي

في قلب حي شعبي من أحياء مدينة الجديدة ، يعيش شاب متزوج يُدعى خالد، يبلغ من العمر 38 عامًا. خالد يعمل في وظيفة متواضعة بالكاد توفر له ولأسرته الصغيرة أساسيات الحياة. ومع اقتراب عيد الأضحى، تتزايد همومه ومخاوفه. فالعيد بالنسبة له ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو اختبار صعب لقدراته على تلبية احتياجات أسرته وإدخال السرور إلى قلوب زوجته وابنه الصغير.

تبدأ قصة خالد مع عيد الأضحى قبل أسابيع من قدومه، عندما تبدأ الأسواق بالاستعداد وتُعرض الأضاحي بأسعار مرتفعة. يحاول خالد منذ البداية ادخار بعض المال، لكنه يواجه صعوبة بالغة في ذلك نظرًا لتكاليف الحياة اليومية المتزايدة. ويحمل في قلبه ألمًا مضاعفًا؛ فبينما يرى البسمة على وجه ابنه عندما يتحدث عن الأضحية، يشعر بالعجز والحزن لأنه يعلم أن ثمن الأضاحي هذا العام يفوق قدراته بكثير.

من ناحية أخرى، تقف زوجته فاطمة إلى جانبه، تدعمه وتخفف عنه الأعباء النفسية، لكنها هي أيضًا تشعر بالحزن عندما ترى نظرات الانتظار في أعين ابنها الصغير. تحاول فاطمة بكل طاقتها أن تُبقي منزلها سعيدًا ومتماسكًا، لكنها تعلم أن اليوم الذي كان من المفترض أن يكون يوم فرح واحتفال، قد يتحول إلى يوم من الحزن والخيبة.

في اليوم السابق للعيد، يعود خالد إلى المنزل بعد يوم طويل من البحث دون جدوى. يقف أمام باب منزله، مترددًا، يخشى مواجهة عائلة تنتظر منه الكثير. يتساءل في نفسه: هل هو المسؤول عن هذا العجز؟ أم أن ارتفاع أسعار الأضاحي هو السبب الحقيقي؟ يشعر بمرارة الحقيقة، لكنه يعلم أن عليه إيجاد حل.

عندما يدخل خالد إلى منزله، يجد زوجته وابنه بانتظاره. يحاول أن يرسم ابتسامة على وجهه، لكنه يفشل في إخفاء قلقه. ينظر إلى زوجته ويقول: “لقد حاولت بكل ما أستطيع، لكن الأسعار مرتفعة بشكل غير معقول هذا العام. أعدكم أنني سأبذل قصارى جهدي لإيجاد حل، حتى لو كان ذلك يعني التضحية براحة نفسي.”

تحتضن فاطمة زوجها، وتقول له: “نحن معك، ونحن نفهم الظروف. المهم هو أن نكون معًا في هذا العيد، مهما كانت التحديات.” أما ابنه الصغير، فيقف بجانبهما، غير مدرك تمامًا لما يحدث، لكنه يشعر بالأمان بين ذراعي والديه.

في نهاية المطاف، يدرك خالد أن العيد ليس فقط بالأضحية، بل بروح التضامن والمحبة التي تجمع الأسرة. يقرر أن يقيم احتفالًا بسيطًا مع أسرته، يملؤه الحب والدفء، ليعلم ابنه أن السعادة لا تُشترى بالمال، بل تُصنع بالحب والاهتمام.

تظل قصة خالد رمزًا للكثير من الأسر التي تكافح من أجل تلبية تقاليد العيد في ظل ظروف اقتصادية صعبة. وهي تذكرنا بأن الأعياد الحقيقية هي تلك التي تجمعنا مع أحبائنا، وتجعلنا نشعر بالامتنان لما نملك.

التعليقات مغلقة.