أش واقع تيفي / هشام شراق
احتضن السجن المحلي 2 بالجديدة، يوم الاثنين 29 أبريل 2025، حفلاً رسمياً بمناسبة تخليد الذكرى السابعة عشرة لتأسيس المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، وسط حضور وازن ضم شخصيات قضائية وأمنية، وممثلين عن السلطات المحلية، إلى جانب عدد من الفعاليات المدنية والمصالح الخارجية وقد افتتح الحفل بتحية العلم وترديد النشيد الوطني، أعقبها عرض ميداني لمحاكاة تدخل القوات الخاصة العاملة داخل المؤسسة، استعرضت من خلاله مستوى الجاهزية الأمنية والدور المحوري في استتباب الأمن بالمؤسسات السجنية.
وتميز هذا الموعد الاحتفالي الذي بات يشكل تقليداً سنوياً بتقديم كلمة افتتاحية للأستاذ مصطفى بوفارس مدير المؤسسة السجنية أبرز خلالها أن الذكرى ليست مجرد محطة رمزية بل فرصة لاستعراض المنجزات، وتثمين الجهود الجبارة التي بذلتها المندوبية العامة في سبيل إصلاح المنظومة السجنية والانتقال بها من مجرد مؤسسات للعقاب إلى فضاءات لإعادة التأهيل والإدماج وفق مقاربة حقوقية وإنسانية متقدمة.
وأوضح بوفارس أن المندوبية ومنذ إحداثها اشتغلت على توفير الهياكل الإدارية واللوجستيكية التي تمكنها من تنفيذ مهامها المحورية والمتمثلة أساساً في الحفاظ على الأمن والانضباط وتأهيل السجناء لمرحلة ما بعد الإفراج وأضاف أن المؤسسة السجنية “الجديدة 2” تمثل نموذجاً للسجون الحديثة حيث تراعي في تصميمها ومعايير اشتغالها كل الأبعاد الإنسانية، الصحية، الأمنية والإدماجية في انسجام تام مع المعايير الدولية ومع ما نص عليه دستور 2011 من مبادئ حقوقية واضحة.
وسلط بوفارس الضوء على الاستراتيجية الجديدة للمندوبية العامة التي ترتكز على تحقيق التوازن بين الحزم في تدبير الأمن والمرونة في مراعاة حقوق السجناء مؤكداً أن هذه الرؤية تأتي في سياق الالتزام بالقواعد الدنيا لمعاملة السجناء وتكريس ثقافة حقوق الإنسان داخل الفضاء السجني من خلال أنسنة ظروف الاعتقال وتكييف البرامج التأهيلية مع متطلبات إعادة الإدماج.
ومن أبرز لحظات الحفل تكريم عدد من الموظفين والموظفات المتميزين برسم سنة 2025 اعترافاً بتفانيهم في العمل وتقديراً للجهود التي يبذلونها للحفاظ على الأمن والسهر على تنفيذ برامج إعادة الإدماج وشكل هذا التتويج رسالة قوية تعكس المكانة المحورية للعنصر البشري في تحقيق أهداف المندوبية وحرصها على الاستثمار في تكوينه وتطوير كفاءاته من خلال مخططات استراتيجية تركز على التكوين المستمر والارتقاء بالمهارات المهنية.
وفي ختام الحفل نوه المشاركون بحسن التنظيم وعمق الرسائل التي حملها هذا اللقاء سواء من حيث الاعتراف بمجهودات الأطر السجنية أو التأكيد على استمرار المندوبية في مسار الإصلاح والتحديث وتخليق الحياة السجنية بما يجعل المؤسسة السجنية فضاء أكثر عدالة وفاعلية في حماية المجتمع وتأهيل من زلت بهم القدم.
تعليقات
0