أش واقع تيفي / هشام شوراق
أثار بث القناة الثانية لحفل مغني الراب طه فحصي المعروف بـ “طوطو” في مهرجان موازين جدلاً واسعاً وانتقادات حادة، فبينما حقق الحفل نجاحاً جماهيرياً كبيراً اعترض نشطاء وجمهور على بث القناة لبعض المصطلحات التي استخدمها طوطو على الهواء معتبرين أنها لا تتوافق مع قيم المجتمع المغربي.
وأعرب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من عرض هذه المقاطع على القناة الثانية المدعومة من المال العام ويرى المنتقدون أن بث الحفل يوم الاثنين الماضي في وقت الذروة “أهان” حرمة البيت المغربي، داعين إلى ضرورة “فتح تحقيق” لمعرفة المعايير التي استندت إليها القناة في بث الحفل كما دعا هؤلاء “الهاكا” (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري) للتدخل العاجل لإيقاف ما وصفوه بـ “فوضى البث” وما يشكله من تهديد لصورة الإعلام العمومي.
من جهة أخرى، عاش جمهور الرباط ليلة فنية غير تقليدية على منصة السويسي مع حفل طوطو الذي وصفه كثيرون بأنه احتفال جماهيري “غير مسبوق” ضمن فعاليات مهرجان موازين احتشد آلاف الشباب الذين “وجدوا في فنه لغة تعبيرية حية تنقل تجاربهم وهمومهم” وتعكس رؤيتهم للواقع بأسلوب “جريء” وعصري.
يُجمع كثير من المتابعين على أن طوطو استطاع أن يفرض وجوده ليس فقط على الساحة المغربية والعربية بل عالمياً، عبر أسلوبه الخاص ولونه الفني المميز الذي يلقى رواجاً واسعاً لدى فئة الشباب.
الناقد الموسيقي مولاي أحمد العلوي، عضو النقابة المغربية للمهن الموسيقية، وصف الحفل بأنه “حدث استثنائي يعكس نجاحاً غير مسبوقاً”، مؤكداً أن “طوطو يعمل بلغة فنية حديثة ويتميز بأسلوبه الخاص الذي يحقق تواصلاً مباشراً مع جمهوره، وأن الحفل على منصة السويسي كان ناجحاً بكل المقاييس محققاً حضوراً جماهيرياً فاق كثيراً من العروض السابقة”.
وأشار العلوي إلى أن اختيار منصة السويسي، التي تعد من أهم منصات المهرجانات الدولية، يعكس تقديراً لمكانة طوطو الفنية وقال: “النجاح الذي حققه طوطو ليس صدفة بل نتاج عمل مستمر ومخاطبة فنية تلامس جمهوراً واسعاً” وأضاف: “قد نختلف حول بعض الكلمات أو العبارات التي يستخدمها في أغانيه، ولكن لا يمكن إنكار أن له صوتاً مسموعاً وشعبية حقيقية” كما شدد على أن “الفن يتطور ولا يمكن مقارنته بالمعايير القديمة التي قد لا تعكس الواقع الثقافي الجديد”.
لم تكن الأضواء على الأداء فقط، بل جذبت أنظار كثيرين عبارة مكتوبة على قميص طوطو خلال الحفل، وهي عبارة “SalGoat” التي حملت دلالات أثارت نقاشا واسعا اعتبرها البعض تعبيرا فنيا منفتحا على اللغات والهويات، بينما اعتبرها خرون مساسا بالذوق العام وقيم المجتمع، خصوصا مع وجود جمهور متنوع الأعمار.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا مع عبارة “قودوها قودوها” التي رددها الجمهور تفاعلاً مع إحدى أغاني طوطو، وهو ما أثار استياء فئة من المتابعين التي اعتبرت أن مثل هذه العبارات لا تتناسب مع قيم المجتمع وتزيد من حدة الانتقادات الموجهة للحفل وبثه على قناة عمومية.
وقد أكد مصدر من “الهاكا” (الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري) أنها توصلت يوم الأربعاء 2 يوليو 2025 بشكاوى تتعلق ببث القناة الثانية لحفل طوطو، وأنها ستقوم بدراسة هذه الشكاوى لتقييم مدى التزام القناة بالضوابط المعمول بها.
وفي هذا السياق، لم تتأخر ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبارى النشطاء في التعبير عن غضبهم واستيائهم من بث القناة الثانية للحفل المثير للجدل وفيما يلي بعض التعليقات التي تعكس نبض الشارع الرقمي:
Jalal: “قناة الصرف الصحي واش هذا المسؤولين ما عندهمش الضمير؟!”
Sam IR: “كيف توصلت؟ إذن ما هو عملها إن لم تراقب؟ ولماذا تراقب فقط عملية الانتخابات دون غيرها؟”
حسن: “قناة الصرف الصحي عندها عادي داكشي.”
Moulay: “قناة تخريب الأسرة.”
Cherki: “المغرب هو الدولة الوحيدة في العالم اللي فيه قنوات عمومية كتأخذ تمويل من المال العام وفي نفس الوقت كتجيب برامج وسهرات معفنة وموسخة… الإعلام العمومي مهمته هي توعية المواطنين وتبليغ الرسائل لهم وترسيخ القيم الوطنية والدينية للدولة لدى المواطن. اللي بغى طوطو يأسس قناة خاصة تجارية ويجيب فيها اللي بغى.”
هذه التعليقات ليست سوى غيض من فيض موجة الاستياء التي اجتاحت المنصات الرقمية، مما يعكس حجم الانتقادات الموجهة للقناة الثانية ودعوات التدخل لضبط المشهد الإعلامي العمومي.
تعليقات
0